..
عزيزي أبو ثامر /
إنه لشرف أحظى به حينما يُتابعني شخص مثلك ، و أسأل الله تعالى أن ينفعني و إياكـ بما أكتبه ، و أن يرزقنا الإخلاص له سبحانه .
أخي المبارك ، حينما قرأت كلامك تذكرت ما نُقل عن الإمام أبي المعالي الجويني و الفخر الرازي و الغزالي أنهم كانوا يقولون: ليتني أموت على عقيدة عجائز نيسابور ، يتمنون الموت على عقيدة أمهاتهم ، وقد دل هذا على أنها عقيدة فطرية .
إذا جاءَت الفتن فإن الإنسان يحتاج إلى الثبات على الدين ، و لزوم الجماعة ، و التحنث و التعبد و التقرب لله جل في علاهـ و لهذا جاء عن الرسول - صلى الله عليه و سلم - :
( عبادةٌ في الهرج كهجرةٍ إليّ ) .كما رواه مسلم ، وفي رواية أخرى عند الطبراني -وهي صحيحة-: (عبادة في الهرج أو الفتنة كهجرة إلي) و قد ذكر بعض أهل العلم نكتةً لطيفة على هذا الحديث ، مفادها : أنه لما كانت الهجرة في وقت الرسول - صلى الله عليه و سلم - من أعظم أسباب الثبات على الدين و الخلاص من الفتن ، كانت العبادةٌ بعد ذلك لما انتهى أمرُ الهجرة بمثابة النجاة من الفتن و الخلوص من الشبهات ، و الثبات على الحق .
و فقك الله لكل خير ...