مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 26-07-2007, 01:01 PM   #10
ولــد نورة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 33
يشهد الله أن فرحتي بهذه الطريقة في الحوار أكبر من فرحتي بالهدف الثاني السعودي ( لأن مالك معاذ كان رافع ضغطي من بداية البطولة ) نرجع للموضوع .. اختي الغالية رؤى لا أريد التطرق لحرمة أو إباحة الرياضة , فهذا ليس محور نقاشنا , ونحن نتناقش - حسب ما أظن - بوضع شبابنا وهموم الأمة وصناعة الحضارة .

البعض منا يضع الشباب وتصرفاتهم والأمة وتطلعاتها على طرفي نقيض وأن الشاب الخايب هو من يتابع كرة القدم ! وهذا غير صحيح , ولا أعرف هل تجديه في محيطك إذ أن البعض يدعو أحيانا على هزيمة المنتخب بدافع ( التدين ) وأن الكرة من المنكرات ! ولو دعا عليها لشيء آخر لكان محل اعتبار وتفكير وأناس آخرون يدعون عليها لأنها من كماليات التدين لديهم فلو لم تدعو على المنتخب عندما يأتي ذكره في المجلس فإنك لم تكن متديناً كاملاً .

في حين أنني لا أجد غضاضة بين أن يحمل الشاب هموم بلده وأمته وبين أن يتحمس لأجل كرة القدم ويتابعها , نعم هناك شباب لم يعوا ولم يفهموا ماذا تؤمل منهم أمتهم أو يعتقد بعضهم أنه ليس من الواجب عليه التفكير بذلك وقليل لم يضعها أصلاً في حساباته بالكلية ولكن كل هذا ليس مرجعه لأنه متابع للمنتخب أو لنادي الهلال ( تراي هلالي ) أو سبب ذلك أنه شغوف بفنيات رونالدينوه ! .

لا .. فهذا ليس صحيح

وهذه اسقاطه غير سليمة .. فالشاب لا يحمل هم أمته لأنه لم يعلم بأن لأمته هماً لا بد أن يحمله وهدفاً لابد أن يحققه !! وأكبر دليل لذلك هناك شباب ملتزمون ( حافظون للقرآن ) غير متابعون لكرة القدم لكنهم لا يحملون لهموم أمتهم شيئاً ..


أما أبناء السحرة البرازيليون وقصته مع بلدهم .. فحتى يتضح ما أريد قوله فأنا لا أدعو ( لتحضر الأمم عن طريق كرة القدم ! ) لا .. وإنما قولي سبق شرحه وأنه لا تعارض بين أن تصنع وتحمل وتسعى لتقدم أمتك مع تعلقك بهوايات أخرى قد تكون عند بعض الناس تافهة .. كهواية التطعيس أو كرة القدم أو الطبخ أو أي هواية من الهوايات الآخرى .. ومع كل هذا فإن كرة القدم لم تكن هي السبب لفقرة ومجاعة أبناء ريودي جانيرو بل سبب النكسات هو الإنهيار الإقتصادي الذي مرت به القارة الإمريكية الجنوبية بعد أن تبنى رؤساؤها السابقون للنظام الإشتراكي بحذافيره فسقطت بين أيدي البنك الدولي المصنوع بأيدي رأسمالية .. وهذا صراع آخر ليس لكرة القدم أي علاقة فيه .

ولو توقفنا قليلاً في مثالك مع البرازيل وأن كرة القدم ما جابته لهم إلا ( الشقاء والفقر ولعنة الجدف ) فهل ستوافقين إذا تساءل البعض وقال لماذا لا نقلد الأمريكان بتعلقهم بكرة القدم الأميركية بشغف منقطع النظير ولذذلك هم يتصدرون العالم وتعتبر دولتهم " شرطية العالم " في زماننا ! . ليصل لنتيجة بأنه يجب علينا أن نتعلق بكرة القدم مثلهم حتى نتقدم حضارياً !!!

بالطبع لا يقول بذلك عاقل .. وهذا مثال معاكس فقط حتى يتضح المراد

ومع هذا وذاك وكل الفقر والجوع والاستغلال والجريمة والخطف والتشرد في البرازيل فإن لاعبي البرازيل لهم يد في خدمة بلادهم فرونالدو مثلاً قد أنشأ قبل سبع سنوات ( أيام عزّه ) مدرسة خيرية تبرعية لإنشاء وتربية وتعليم أبناء بلدته الفقرة وروماريو فعل أكثر من ذلك حيث أنشأ فريقاً لا يضم فيه الأطفال الذين لم يسجل عليهم في سجلهم المدني أي جريمة تذكر ولاعب برشلونة الأسباني إيتو أنشأ أكاديمية رياضية لأبناء بلده الإفريقي الفقير بمشاركة مع رجل أعمال سعودي !! . وقد تتساءلين ما علاقتنا بهؤلاء فأقول لك بأن هذا يؤكد مرة أخرى بأنه لا يوجد تعارض بين أن يسعى ويحمل الإنسان هموم بلده وأمته وبين أن يكون لاعب كرة قدم .

أما ... قضية الأموال فأنا لم أقصد بأن الغاية البحث عن المال وإنما أن هناك عقول وأناس مهره فاقوا بعض الدول في طريقة تأمين حياة من تحت عهدتهم وولايتهم , وهذه العقلية التي جعلت نادي مثل مانشستر يؤمن لمستقبله ومستقبل لاعبه لمدة خمسين سنة لهي أفضل مئة مرة ممن ينظر من طرف خفي لكرة القدم ويظنها رجس من عمل الشيطان .


وأما تحضر الأمم .. فأنا أرجي الكلام فيه حتى لا تكثر الأفكار ويتشتت المقصود وفوق هذا ( أصابيع تعبت ) لأني جالس أكتب من المخ للكيبورد مباشرة وعذراً إن كان هناك خطأ باللفظ أو الإملاء .

ولعل لي عودة إن يسر الله ..

آخر من قام بالتعديل ولــد نورة; بتاريخ 26-07-2007 الساعة 01:10 PM.
ولــد نورة غير متصل