حـزينةٌ عــيـنـاكـِ . . يـا مـديـنــة الـبـتـــول . . ! !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
رائعة من روائع شاعر الغزل : نزار قباني - قبحه الله - . .
عليه من المآخذ ما عليه . .
لكن هذا النص يأسرني بإيقاعه الجميل المتناغم . .
ومفرداته الحزينة . .
بكيت . . حتى انتهت الدموع
صليت . . حتى ذابت الشموع
ركعت . . حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس ، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة ؟
صبيحةَ الآحاد . .
من يحملُ الألعابَ للأولاد ؟
في ليلةِ الميلاد . .
يا قدسُ ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان ؟
عليكِ ، يا لؤلؤةَ الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران ؟
من ينقذُ الإنجيل ؟
من ينقذُ القرآن ؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح ؟
من ينقذُ الإنسان ؟
يا قدسُ . . يا مدينتي
يا قدسُ . . يا حبيبتي
غداً . . غدا ً. . سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون . .
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة . .
إلى السقوفِ الطاهرة
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة . .
يا بلدي . .
يا بلد السلام والزيتون
.
.
أتمنى أن تكون أعجبتكم كما أعجبتني . .
أتحفونا بآرائكم . .
.
.
محبكم . .
.
.
.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،
فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )
يحيى بن معاذ _ رحمه الله _
|