الشكر موصول للأخوة الذين أثرو الموضوع نقاشاً وعلى رأسهم كاتب الموضوع العبقري وكذلك الحليل ومحبكم والشامخ وغيرهم
كم هو جميل أن نتحول من الكلام للعمل ونتحرر من عقدة الكمال والفوقية والسلامة من الأخطاء إلى نبش الأخطاء ومعالجتها .. أعانكم الله جميعاً ..
وللأخوة أن يسمحوا لي بكتابة بعض الأخطاء والتنبيهات التي تؤخر من تقدم هذه المحاضن التربوية ( حلق تحفيظ القرآن الكريم ) وتعيق من كمال نجاحها ؛ راجياً من الله أولاً التوفيق ، ومنكم حملي على محمل الناقد الناصح ..
أولاً :
من الملاحظ أن الحلق فيها الغث والسمين .. فيهم الطالب النجيب المتردية والنطيحة وما أكل السبع .. فيهم من جاء للحلقة بنفسه وبرغبته وفيهم من أرغمته الظروف على الدخول فيها ! ومن جاء بنفسه ؛ منهم من جاء برغبة الخير والنهل من معين العلم والتربية ومنهم من جاء برغبة الميزات الدنيوية كالطلعات والرحلات وغيرها .. في تعدد المشارب والمقاصد يبرز لنا سؤال مهم :
- هل يجمع هؤلاء جميعاً في حلقة واحدة ؟
وفي نظري .. أن جمعهم إفساد لهم في الغالب وخلق جو مكهرب عادة لاختلاف مقاصدهم ومشاربهم ! فالبعض يؤثر على الأخر وأصحاب الفساد في الغالب أشد تأثيراً من أصحاب الصلاح في فئة الشباب الصغار .. وهذا الجمع ما نسميه بمنهج ( التجميع ) إذ تجد صاحب السنة والسنتين والمتفوق والجاد في الحلقة يضم إليه كل راغب في الدراسة في الحلقة ولو كان من أصحاب الأرصفة والعير في الحارات والشوارع .. فلا أنت أهلـّت طلاباً ولا أنت استرحت ، وهذا هو سبب ضعف الحلق في بريدة بالذات وسبب رئيس في تأخرها .
ولعلاج هذه الظاهرة .. أرى أن يوجد منهجاً آخر مقابلاً لمنهج التجميع وهو منهج ( التربية والتعليم أو التأهيل ) بحيث يكون في الحي حلقتين بدل أن يكون أكثر من حلقة ( مجمعة ) ، يكتفى باثنتين الأولى يستخدم فيها المنهج الأول ( التجميع ) والثانية يستخدم فيها المنهج الثاني ( التربية والتأهيل ) بحيث يجهز لكل حلقة برنامجها .. الأولى أقل مستوى في البرامج والحفظ والجدية والترفيه والثانية أكثر جدية وتعليم وتربية .. ولا يلحق بالثانية إلا من اجتاز الأولى ، وبذلك نجد أن الحلقة الثانية هي الأمل وهي النتاج بإذن الله تعالى .
ثانياً :
أخطاء وملاحظات وتعليقات على بعض الأساليب والمفاهيم المتبعة في الحلق كتبنها غير مرتبة على عجل :
1 - المال :
وهو عائق كبيرأمام تأدية العمل على وجه المطلوب ، وأعرف كثير من المدرسين ينفق كثيراً من ماله لأجل الحلقة ، وعلاج ذلك وعي أولياء الأمور أولاً بدور الحلقة وحاجتها للمال ، وكذلك وقفة من المسؤولين في الجماعة لدراسة هذه المشكلة وإيجاد الحلول لها .
2 - كثرة الحلق وقلة المدرسين :
بحيث تجد لكل حلقة مدرس عادة ، وهذا عذاب للمدرس إذ كيف يقوم بتدريس 20 طالبا وإعداد البرامج والرحلات و.. و.. والأصل أن يكون مقابل كل 5 طلاب مدرساً واحداً حتى يستطيع أن يقدم ما لديه دون أن ينسى أهله وأشغاله .
3 - عزوف المدرسين عن التدريس :
وهي ظاهرة منتشرة في بريدة ومن حقي أنا كمدرس أن أضيق ذرعاً عندما أجد أمامي 20 طالباً ، فأنا المدرس والمراجع لهم والمنسق والممول ومجهز الرحلات و.. و.. ، ألست إنسان يجب أن أقدم على قدر طاقتي أين ذهبت أشغالي وأهلي و.. و.. ومع ذلك أنت متهم بالتقصير !!
4 - الفجوة بين المدرس وأولياء الأمور :
والأصل أن يكون ولي الأمر على صلة بالحلقة وبمدرسها يتفقد ابنه ويساعد الحلقة ويقف معها في محنتها ، يشجع مدرس الحلقة ويشد من أزره .
...
وسأكمل لا حقاً بإذن الله تعالى ..
__________________
إذا لم تساهم في رفع وعي الأمة بقلمك أو بفعلك .. فلا تساهم في انحطاطها !!
|