مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 16-08-2007, 11:25 AM   #7
ولـد الـرفـيـعـة
Guest
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 439
بسم الله الرحمن الرحيم الحق الاحد الفالق الصمد المنير المهيب العالم الحيكم المطلع

اشكرك اخي الكريم على الطرح الجميل

لابد قبل أن نطرح مثل هذه الاسئلة أن نضع الكاشف على المجتمع لنستبين من خلاله الاسباب الداعية للجمهرة بين العلمين سلمان وسليمان .
إن الثقافة هي ماتشكل عقل الانسان ,, فليس الدين هو المسير ,, وأن كان الدين له أثر كبير في تكوين الروئ والافكار والعقائد والتوجهات ,, الا أن الدين لايشكل عقل الانسان أو المجتمعات خصوصا المجتمعات الراكدة ,, فما يشكل وعي الانسان هو المجتمع والثقافة السائدة التي تشكل طابع تفكير الفرد ,, فأي ملعومة او تجربة أو فكرة تعجبه ومن ثم يستلهمها ,, فانها لاتأتي صافية نقية حينما تغوص داخل فكرة ,, فهي تمر وتتشكل داخل الفكر الجمعي الذي كون عقله وتصوراته للأشياء والأفكار ,, فالافكار اياً كانت دينية أو تحررية ,, لاتدخل الى الفكر المشبع بالعادات والتقاليد والنشأة التي نشأ عليها بكل سهولة ,, ولايمتصها عقله بكل تقبل ,, فأن أثر النشئة يبقى مؤثراً في عقلية الفرد الذي تلقف معلومة معينة ,, لنأخذ على سبيل المثال الاخ منصور النقيدان ,, الذي نشأ على التطرف وعلى التحجر ,, ومن ثم انقلب الى التحرر والدعوة الى الحرية وغير ذلك ,, بالرغم من تبنيه لهذه الافكار ,, الا أنه لايستطيع تطبيقها على الواقع ,, فزوجته المصونه لايمكن أن يسمح لها بأن تتصرف بحرية أو أن تكشف شعرها للرجال أو مثلاً لايسمح لأخته بأن تمارس حريتها وتتخذ قرارات قد يعتبرها البعض خروجاً عن الخط المستقيم حينما تتخذ سولوكاً معيناُ ,, فأن الرواسب المتجذرة منذ النشأة الى نهاية فترة التطرف لدى منصور تضل موجودة ومختفية الى أن يحركها موقف معين فأنها بالتالي تنشأ وتظهر ,, وتلقائياً من دون وعي يظرب في المبادئ والقيم التي يتمسك بها عرض الحائط لأن الثقافة التي نشأ عليها هي من تحكم تصرفاته وليست القيم الجديدة التي آمن بها .

مااريده من هذا الكلام الآنف أن ألج الى عقول وتفكير مجتمعنا الذي هو ذا ثقافة واحدة وهي فالغالب ثقافة سلبية ,, ولن أدخل الان في عملية تصنيف كما هو حال مطوع غير مطوع ,, وهي تصنيفات من الامراض الاجتماعية ولكني سأدع هذا التصنيف جانباَ وأضع المجتمع داخل بوتقة واحدة ,, ليسهل علينا عملية التشريح ,, لاشك بان مجتمعنا مليء بالامراض التي لاننفك منها وكثيراً وياللأسف لانشعر بهذه الامراض المستشرية داخل جسد مجتمعنا ,, بل ومن ينبهنا عليها فأننا نقضي عليه ونصف أمراضنا بأنها هي الافضل وهي خير مافي الوجود ,, على كلٍ كما أننا ظربنا المثل على ذلك الرجل المتحرروهو الاخ منصور النقيدان ,, علينا ان نقيس ماظريناه عليه مجتمعاتنا وهو أكثر منه تاثراً ,, فالدين الذي يأتي اليه ويتعلمه بالمسجد وبالمدرسة وبالكاسيت وبالقناة الفضائية وغيرها من وسائل ,, لا يحرك فيه شي ولايصل الى اعماقه بحيث يكون هو المكون لقرارات الفرد الذي يعيش وفق ثقافة اجتماعية معينة ,, بل أن هذه المعلومات الدينية والتوجيهات الربانية ,, حينما تردي أن تدخل الى تفكيره فإنها لاتدخل دون ان تستلهم الثاقفة المحلية ,, فتدخل الى تفكيره ولكنها تصل مهجنة وحينما تصله مهجنة فأن وعيه لها مهجن وبالتالي حينما يطلقها فأنها تصبح مهجنة بين الدين وبين الثقافة الاجتماعية ,, والثقافة هي الاكثر أثراً في تكوينها من الدين فالدين هو غطاء لها ,, ومع مرور الوقت تفقد هذه الفكرة الاصل دينية اهميتها وبالتالي تنحرف من مسارها الى أن تكون ثقافية 100% وتخلو من مؤثر ديني بالرغم من انها مازالت ينطق بها بأسم الدين .

لذلك مجتمعنا هو مجتمع ذو ثقافة تحبية عنصرية فئوية ,, مولعة بالاختلاف ومركزة على الفوارق بين الناس وبين الافراد ,, فأي فارق بين فرد وفرد سواء مذهبي أو قبلي أو مناطقي أو شكلي أو بشراوي أو أي فارق لايخفى عليك بمجتمعنا يتخذ منه موقف متأزم ومعادي ,, وهذا اسمه تصور ثقافي ,, فعلينا أن نقول أن من ثقافة المجتمع هي أنها حينما ترى اي شي يختلف معها فانها تعاديه وتتحزب ضده وتحاربه وتعتبره خصم لدود ,, بغض النظر عن ذلك لاشيء هل هو اختلاف ديني أو اختلاف شكلي أو شييء أو بشراوي أو لباس أو شكل أو غير ذلك ,, أذن لنطلق عليه عقلية العداء لأي شي مختلف تقتنعه به جماعة معينة .

لنصل الى صلب موضوعنا , فالشيخ سلمان العودة له توجه معروف ولا اريد أن اخوض في بدايته وتكوينه وماذا كان وماذا اصبح الان فلعلك ترجع الى موضوعي سلمان العودة نموذج للثورة على السائد ,, على كل حال سلمان العودة له توجه يعتبر لدى المجتمع انفتاحي نوعاً ما _ والحقيقة ليس هو انفتاحي لكن شروط الثقافة تطلق عليه انفتاحي _ ليس لسبب الا لانه يظهر على اتلفاز بالاضافة الى العديد من الفتاوى التي خلاف بها الاجماع أو خلاف بها مااعتاده المجتمع ,, هذه الروح التي لدى سلمان العودة لاقت اعجاب كبير لدى عدد من الشباب خصوصا انها روح تحاول ان تكون عقلانية أو بالاصح تخاطب العقل _ والعودة يملك الكثير من المقومات التي تجعله يؤثر على الوعي الجمعي _ هذا سبب ,, كما أن عقلية التحزب والحب الذي يكنه بعض الشباب لسلمان والميول الأهوائية تدفع الكثير الى اعتبار أن سلمان العودة هو حجة الاسلام وهو من يعرف واقع العالم وبالتالي يخرج الفتوى التي لاجدال عليها فبالتالي يتكون التعصب لدى المنتمين اليه لشخص سلمان خصوصاً وان هؤلاء المنتمين لديهم الاستعداد المسبق في تكوينهم للتحزب فهما اصلا متحزبين على جيرانهم أو غير جيرانهم لأنهم 110 ,, أو لانهم 220 ,, أو على الحي الفلاني لان لون بشرتهم سوداء ,, أو لأنهم من عنيزة أو بريدة أو غير ذلك من التحزبات التي نشأوا عليها واقتحمت عقليتهم حتى باتت يصعب عليها أن تخلعها وتضع عقلاً غيره , ,فهي لاتملك الا أن تستقبل الجديد ولكن تهجنه بما رسب في فكرها ,, أذن القابلية للتحزب هي التي ساهمت في التعصب للشيخ وجعله الانموذج الأكمل ,,, بالمقابل اتباع الشيخ سليمان العلوان ,, وهم يتميزون بشدة كبيرة وبضيق أفق مع الاحترام الكبير لهم , فالشيخ عُرف عنه الألتزام بالسلفية بشكل حاد ,, وعدم تقبل الانضمة الوضعية التي لاعلاقة لها بالدين انما هي من لتسيير الحياة وتنظيمها كمخالفته لبعض القوانين الحكومية ,, عموما هذه النقطة مؤشر لتدلنا على شخصية الشيخة المتشددة ,, والتي هي بالاصل استمدت ذلك التشدد من أثر البيئة والمجتمع الحاد الرافض للجديد والمتشدد تجاه اي فكرة غير الفكرة الموروثة ,, تبع الشيخ مجموعة من الشباب المتشددين والذين هم اصحاب ثقافة متشددة تتمسك بأي فكرة تتضح لها أنها هي الحقيقة قتتشبث بها ولاتتركها وتحارب وتعادي من يخالفها ,, لأجل ذلك استمر هؤلاء في تقديس الشيخ والتحزب اليه وجعله الراية الاولى وجعلت الحق في نصابه ,, فأتباع الشيخ سليمان مولعون بالرفض فلاغرابة فهم ابناء جيل يرفض كل شي وكل جديد فوجودهم مع شيخ كبير متمكن يرفض يتشكل الرفض لديهم بشكل رهيب , بوالتالي يتمسكون بالرفض ,, كيف لا وهو نص ديني ,, بحيث يكون التمسك أشداً فهم لديهم قابلية للرفض منذ الاصل ,, ولديهم شيخ مؤثر على العقول ليعزز لديهم فكرة الرفض ,, وقبل ذلك هم يرفضون لأجل الدين ,, وهذا مايعزز ايضاً تمسكهم بالرفض ,, أذن هؤلاء الشباب او الاتباع الذين ينتمون لسليمان العلوان اتبعوه لانه يوافق تكوينهم ولأنه أكثر انغقلاقاً من سلمان العودة فبالتالي تظهر لديهم عقلية التحزب التي هي مستوطنة في عقولهم منذ أن خرجوا الى الدنيا الى أن عرفوا أن سلمان العودة يخالفهم ,, في المقابل اتباع سلمان العودة يشعرون بنجومية هذا الرجل وبأطلاعه وغير ذلك من الامور التي ينسبونها اليه وبالتالي يصبح التحزب اليه كبيراً فهو العارف وهو المطلع .. الخ ,, فيصبح الحس التحزبي والجماهيري للعودة جاهزاً فيصبحون من مشجعيه ويعادون خصومهم ,, واتباع سليمان بنفس المنطق ,, وتدور الحروب رحاها في المجالس وفي الجالسات وفي غير ذلك .

تحياتي لك عزيزي ,, وارجوا أن أكون قدمت لك مايشفي غليلك ويضعك على اسباب الجمهرة بين الحزبين

لك كامل الود والاحترام
ولـد الـرفـيـعـة غير متصل