أخي : تأبط رأياً .. بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم جداً ..
وفي رأيي : أنه لا ينقص الساحة شباب خيِّرون .. يحبون العلم ويتعلقون بالعلماء .. فهذا لا ينقصنا أبداً ..
بل الذي ينقصنا : طالب العلم المؤصل الذي يسير على منهجية واضحة محددة .. لأن طالب العلم المتخبط لا ينتج .. فهو يتخبط هنا وهنا .. لا أرضاً قطع .. ولا ظهراً أفنى .. وكثرة المصنفات مشغلة للطالب كما يقوله ابن خلدون رحمه الله ..
فأهل العلم في السابق جمعوا بين قلة المصنفات : لكنها قوية مؤصلة ، فيعكف عليها الطالب حتى ينتج ، لكن طلبة اليوم : تجد المكاتب المنقمة ، والكتب المزخرفة ، فكثرة العلم اليوم : صاحبتها قلة البركة والله المستعان ، وذكر الشيخ محمد العثيمين في شرح الحلية : أن الشيخ أبا بطين -مفتي الديار النجدية- لم يكن يراجع في الفقه إلا الروض المربع !! فجمع الهمة والعقل على مصادر محددة -خاصة في البداية- أمر مهم جداً .. له ثمرته العظيمة ..
يقول الشيخ الفاضل د. عبد الله الجعيثن : أن من حفظ في كل يوم مسألة حاز العلم في سنة ، ومن حفظ في كل يوم مسألتين نال العلم بعد سنتين !! هي غريبة في الحساب ، لكنها صحيحة في الواقع ، فمن حفظ في كل يوم مسألة : لم يتشتت ، فلكل يوم مسألته وأدلته وخلافه ، ولكن من حفظ كل يوم مسألتين اختلطت عليه أدلتها وخلافها والأقوال فيها !!
ولا يغيب عن الذهن : أن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : كان إماماً في مجال القواعد والضوابط الفقهية ، فهي تجمع للشخص المسائل وتلخصها عليه ، وتجعله لها ضابطاً لا يتشتت ولا يختلط .. فالاعتناء بهذا العلم أمر مهم جداً .. لا ينبغي لطالب علم تجاهله والاستغناء عنه .. وكلام العلماء عن هذا الفن لا يخفى ..
وفق الله الجميع ؛؛
|