...
أهلاً بك أخي الكريم ، و أسأل الله تعالى أن يوفقك في حياتك ، و أن يكتب لك الأصلح في دينك و دنياك.
المراهقة أخي الفاضل لم تكن معروفةً في السابق إلى حدٍ قريب ، و لم يكن لمشاكلها ذكر ، نظراً لانهماك الآباء و الأجداد في البحث على الرزق ، و العمل ، إضافة إلى ذلك اقترانهم بزوجات .
أما المواضيع التي تفضلت بها و أنها محور أساس في أحاديث الشباب و نقاشاتهم ، فهذا أمرٌ طبيعي ، و لا إشكال فيه إذا خلا من محظور، و هذه المحاور تتكرر حتى في تجمعات الشباب المستقيمين ، و حلقات التحفيظ ، فهي هاجس كل شاب ، إلا من رحم الله ..و لكن المهم ألا تكون على حساب أشياء تفوقها أهميةً و حاجة .
أما بخصوص ( الجامعة - الوظيفة ) فأقول انظر إلى الذي تميل إليه ، بعد الاستخارة و الاستشارة ( للثقات ) ثم اعزم الأمر و توكل على الله ، فلا تقدم على الدراسة و أنت لا تريدها ، فتضيع من عمرك سنوات ، ثم تفيق بلا عمل ولا وظيفة ، ولا شهادة دراسية تعينك ..إن كنت ترى أن لديك قدرةً على العمل فمن الآن ابدأ ، و اعلم أنك ستكتسب خبرة لا يُستهان بهذا إن بدأت من هذا السن ، و الخبرة تُغنيك عن الشهادات الجامعية .
حاول جاهداً أن تُصلح نفسك و تربطها بربك ، و تبنيها بالاطلاع و المعرفة ، و ترافق زملاء ينفعونك في دينك و دنياك ، فالصاحب ساحب ، و المرء على دين خليله - كما قال عليه الصلاة و السلام . و ارتبط بمن يكون ثقة في دينه و عقله ، و تواصل معه ، استشره ، و ناقشه لتستفيد من عقليته ، فإن في الراهقة شيء من قصر النظرة أو الطيش ، و لكنه سهل العلاج ، و علاجه بالعقل ، و هذا عند الذي تجاوز نزوة الشباب ..
أخيراً تذكر قول القائل :
تزوَجِتِ البطالةُ بالتواني **** فأولدَها غُلامًا مع غُلامة
فأمّا الابن أسموهـُ بفقرٍ **** و أما البنتُ سمّوها ندامة
وفقك الله و أعانك أخي المبارك ..