الأخ الفاضل / سفير الأحزان سلمه الله
حتى لا يتشتت الموضوع ، بالنسبة لذهابه من دون علمها ليس عليه أثارة من علم والتفريق بين خروجه بعلمها أو بغيره يحتاج دليل ، وبالنسبة لإذن الحاكم وإذن الوالدين وغيرها من الشروط فنعم هذا صحيح في جهاد الطلب أما جهاد الدفع فليس له شرط بالإجماع المنعقد ، و جهاد العراق من أي نوع : هل هو غزو للكفار في ديارهم أم أنه هجوم سافر على ديار المسلمين ، ومالذي يمنع من النصرة أهي الحدود الوهمية المصنعة التي صنعها المستعمرون ؟!
هذا رد كتبته في إحدى الأيام على أحد الكتاب ، أرجو قراءته بتمعن
ليس بصواب ما قاله الأخوان الفاضلان من أن ذهاب المجاهدين إلى العراق بدون إذن والديهم أمر خاطئ ، فالجهاد في العراق جهاد لدفع الكافر المعتدي وليس جهاد طلب ( الذي عطله أرباب الكفر وتبعهم وللأسف عدد ممن ينسبون للعلم – ردهم الله إلى الحق ) ، فجهاد الدفع لا يشترط له شرط مطلقاً ، وقد حكى البغوي في شرح السنة المجلد العاشر ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن وابن عبد البر في الكافي في الفقه المالكي وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى الإجماع على أن جهاد الدفع لا يشترط له شرط ، بخلاف جهاد الطلب هو الذي يشترط له الشروط السبعة المشهورة من إذن الحاكم والوالدين و الراية وغيرها ، وبعضهم يزيد وبعضهم ينقص ، وراجعها إن شئت في المغني لابن قدامة رحمه الله ، والله عز وجل قال ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذي يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً ، الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً )، ومن زعم أنه جهاد دفع للعراقيين فقط فليس بصحيح ، فبلاد المسلمين واحدة من حيث النصرة فأخوك في السعودية أو العراق أو غيرهما لا تحول بينك وبينه حدود وضعها الاستعمار الغاشم ، وتذكر أخي الفاضل إن كنت ممن أدرك حرب الخليج تحرك المملكة - حفظها الله من كل مكروه - إلى دفع صدام من أرض الكويت ، وهذا هو الصواب والذي كان تحت مشورة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله وهيئة كبار العلماء ، فلم تعق المملكة الحدود لمساعدة المسلمين ولطرد العدو المتربص بالمسلمين في الكويت ، ويشكر لهم صنيعهم إلى اليوم .
وللأسف أخي الكريم الإعلام هو الذي يوجه العامة نحو ما يريد ، وما رزئت به الأمة من قلة التعلم ومعرفة أحكام دينها ، جعلها تنحى هذا المنحى ، وخروج أقلام وأصوات محسوبة على أهل الخير - ردها الله إلى الحق - تدفع المسلمين عن جادة الصواب باسم التعقل والتريث وباب المصالح والمفاسد ، وهذا لا ينكر ، ولكن المصالح والمفاسد وفق الشريعة الإسلامية وعدم خرق الإجماعات المنعقدة ، ولم يفت أحد بخلافها إلا بعض المعاصرين .
وإذ أقول هذا أخي الكريم ، فإني أنبه على أنه إن قامت الكفاية في أي بلد من بلاد المسلمين ، فالحمد لله يناصرون بالدعاء والدعم بالمال( وهذا أحد أنواع الجهاد ) كما جاء في سنن النسائي وأبي داود بسند على شرط الإمام مسلم من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) ، وللأسف – الذين يقولون بأنه لا جهاد في الأبدان ، لا يجرؤون على جمع المال للمجاهدين أو الدعوة إلى جمعه بحجة منع هذا من قبل أمريكا ، بينما الكونجرس الأمريكي يعلن أمام الملأ ميزانية الحرب في أفغانستان والعراق ولا نكير ، وليس هذا إرهاباً ، بينما من يجمع للمجاهدين هذا هو عين الإرهاب والتطرف ، ويحبس في زنزانة – والله أعلم بما وراء ذلك من ابتلاء - ، ثم أصبحوا يتحدثون عن نوعين من أنواع الجهاد ، الأول منهما : ليس بهين ، بل شأنه عظيم وهو جهاد الهوى والشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، والثاني : الدعاء ؛ لأن المخلوق لا يستطيع منع العباد من ذلك ، وأصبحوا لا يتحدثون عن الجهاد إلا على استحياء تحسباً وخوفاً من تعطل المناشط الدعوية والمكتسبات !! والتي نراها اليوم جففت ، وقد عطل الجهاد ورمي أبناء المسلمين المجاهدين بالسفه والتعجل وقلة الحكمة ، وما فتؤوا يتحدثون عن الشباب بأقذع الأوصاف مع أنهم ينادون بالإنصاف مع الطوائف ، حتى مع الآخر !! ، بينما أهل البدع من الرافضة والعلمانيين والليبراليين وغيرهم يلان لهم الحديث مع أن بعضهم لا يدين بالدين الذي ندين به ربنا سبحانه ، فلست أدري علام الكيل بمكيالين ، وأهل البدع ميدان الصحافة لهم يجولون فيه كيف شاؤوا ؟! ، وما يكتبونه مما يناقض الثوابت هو خليق بأن يوصف بالجهل ، ولا يظهر إلا قلة قليلة من العلماء للرد عليهم في الصحافة ، والمشكلة أنه يوجد في الأمة من السذج ممن قل علمهم فقل دينهم لنشوء الجهل ممن يصدق هؤلاء الكتاب لأنهم يتشدقون بالحكمة ، بل ويقدمون العقل على النقل ، وعقولهم لو صحت لما خالفت النقل ، فالعقل السليم لا يخالف النقل الصحيح كما قرر هذا شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل فليراجع .
ثم إني أقول : ليس كل شخص مناسب لأرض الجهاد ، فمن كان عنده قدرة وتدرب على الرمي أو كان طبيباً يعالج المصابين من المجاهدين فهو من أهل هذا الشأن ويجب في حقه النصرة ، ومن كان من المسلمين لا يستطيع مثل هذا ويحسن إفادة المسلمين في تعليمهم وتوجيهم وإفادتهم فهذا طيب ، ولا نعيب على القاعد إذا كان على خير ، وإنما يعاب المخذل الذي يقول : لا جهاد ، والعراق محل فتنة ، وإذا كان محل فتنة ، فلماذا لا يذكر الجهاد في فلسطين والشيشان وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين ؟ أو على أقل تقدير يجهز الشباب من قبل قياداتهم ويدربون لأجل الاستعداد لمواجهة الصليبيين ، فالعدو يتربص بالمسلمين الدوائر ليسومهم سوء العذاب .
وأختم بهذه ...
لا حظت كما أحسب أنكم لاحظتم في الآونة الأخيرة أصبح الذي يتحدث عن الجهاد مجرماً ، وحين يريد الحديث يترقب يمنة ويسرة ليعرف من يحدثهم ، وأعصابه مشدودة ، فلست أدري ما الذي جعل الوضع هكذا ، مع أن الله ذكر في كتابه الجهاد في أكثر من 100 موضع ، بينما الطعن في ثوابت الدين والوقيعة في أعراض الدعاة والعلماء والتشهير بهم بأسمائهم بحجة الإصلاح تارة والذب عن الدين تارة ، وليت المسألة حواراً علمياً ... لقيل : ربما يلتمس العذر ( مع أنه لا يقر بالغيبة ) لأجل علمه ، ولكنهم جهال لا يحسنون معرفة أحكام الطهارة والصلاة المعلومة من الدين بالضرورة ، بل لا يستطيع أن يعد أغلبهم أركان الصلاة بل ربما ولا نصفها ، ويتصدرون المجالس للحديث ، ولا التفات ، وهم معذورون في عدم الالتفات فمثل هذا لا يلتفت إليه من أهل التجسس !! ولا هو محل اهتمام عندهم ، لكن ربهم مطلع عليه وشاهد .
تذكر ...
إن خذلت إخوانك فسوف تخذل
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
|