بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من جعلت قرة عينه في الصلاة 00 أما بعد
تفسير قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم )
قال ابن القيم رحمه الله فى كتابه أسرار الصلاة : ثم ليتأمل العبد ضرورته وفاقته الى قوله ( اهدنا الصراط المستقيم ) الذى مضمونه معرفة الحق ، وقصده وإرادته والعمل به ، والثبات عليه ، والدعوة إليه فباستكمال هذه المراتب الخمس يستكمل العبد الهداية ومانقص منها نقص من هدايته 0
ولما كان العبد مفتقراً إلى هذه الهداية في ظاهره وباطنه بل وفى جميع مايأتيه ويذره من :
- أمور فعلها على غير الهداية علماً وعملاً وإرادة ، فهو محتاج إلى التوبة منها وتوبته منها هى من الهداية0
- وأمور قد هدي إليها من وجهٍ دون وجهٍ ، فهو محتاج إلى تمام الهداية في كمالها على الهدى المستقيم ،وأن يزداد هدى إلى هداه 0
- وأمور هو محتاج فيها إلى أن يحصل له من الهداية فى مستقبلها مثل ماحصل له فى ماضيها 0
- وأمور هوخال عن اعتقاد فيها فهو محتاج إلى الهداية فيها اعتقاداً صحيحاً 0
- وأمور يعتقد فيها خلاف ماهى عليه ، فهو محتاج فيها إلى هدايه تنسخ من قلبه ذلك الإعتقاد الباطل ،
وتثبت فيه ضده 0
- وأمور من الهداية : هو قادر عليها ، ولكن لم يخلق له إرادة فعلها فهو محتاج في تمام إلى خلق إراده
فهو محتاج في تمام الهداية إلى خلق إرادة 0
- وأمور منها : هو غير قادر على فعلها مع كونه مريد لها ، فهو محتاج في هدايته إلى إقدار عليها 0
- وأمور : هو قائم بها على وجه الهداية اعتقاداً وإرادة ، وعلماً وعملا ، فهو محتاج إلى الثبات عليها
واستدمتها ، فكانت حاجته إلى سؤل الهداية أعظم الحاجات ، وفاقته إليها أشد الفاقات ، ولهذا فرض عليه الرب الرحيم هذا السؤال على العبيد كل يوم وليلة في أفضل أحواله وهي الصلوات الخمس مرات متعددة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى هذا المطلوب 0