لا أدري لماذا يركز في فقهياتنا على التقسيم في الذنوب مع العلم أن الميزان عند الله عز وجل لا عند عباده, وهذه التقعيد وإن قال به من العلماء من قال لا يخلو من نظر, وأخونا "عمر" يقول بأن العلماء لم يأتوا بهذا بدون بينة وأنا أقول أين البينة على أن ما توعد عليه بعذاب أو لعنة فهو كبيرة وما سوى ذلك صغيرة؛ هذا مجرد استقراء للآيات والأحاديث غير معصوم بل يهون على كثير من الناس كثيراً من المعاصي, أما الإصرار في الآية فجاء في معرض امتداح المتقين (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين , والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) فكيف تجعله دليلاً على الصغائر فقط والله قال "فعلوا فاحشة" أو "ظلموا أنفسهم".
أنا أقول دعوا الميزان للخالق واهتموا بقلوبكم وأعمالكم فما يقوم في القلب هو الذي يتحكم في كل ذلك والله لا ينظر إلى الأشكال وإنما للقلوب والأعمال, ولا تكونوا كعابد بني إسرائيل تقولون أن الله يغفر هذا ولا يغفر ذاك وتضعون الحواجز بين عباد الله وبين مغفرته من حيث تريدون الإصلاح.
|