ما أن ارتسمتـ البسمة على وجوهنا احتفالا ً بتخفيض أسعار الوقود التي قد أثقلت كاهل غالب سكاننا .. حتى أتى ما اسودت له وجوهنا .. وأغلقتـ الدنيا أبوابها أمام ضعفائنا .. فبدأ من لا يخاف فينا ولا يرحمـ باللعبـ بجميعـ احتياجاتنا .. فأصبحنا ضحية أعذارهـ الواهية ..
لقد أصبحـ شعبـ كامل كانـ يعيش مؤملاً في الحياة ما يسد جوعه ويجلب منه رزقه .. ولكنـ هاهو الشعب ينظر لهذهـ الحياة بمعيارين إما أن يكونـ بصف فاحشي الثراء .. وإلا في قائمة الفقراء ..
للأسف بلا حسيب ولا رقيب .. بل وبلا رحمة ولا إنسانية .. يخرج وزير التجارة مدافعاً عن نفسه دافعاً الضر على أبرياء سيصبحونـ يوماً ما تحت خط الفقر .. لتصرفاته الغير مرجوة من وزير كُلف بأمور من هم تحته ..
لنـ تفيد كل الأعذار التي جعلها الوزير درعاً له يتحصن خلفها .. ولا سيما أن من همـ معه ومن هم في صفه لن يغير ارتفاع أو انخفاض الأسعار بجميعـ أصنافها على معيشتهم ..
قد تُجدي المقاطعة والتي هي الملجئ الوحيد للضعفاء .. ولكنـ وماذا يُجدي البديل مادامـ ركب في مركب ارتفاع الأسعار ..
إن التلاعب الذي نراهـ عياناً بياناً بين التجار والمورّدين .. جاعلين النتائج على ظهر المواطن المسكينـ .. لن يطول السكوتـ عنه .. حتى الوزير يجب أن يجعل أعذارهـ الواهية في جيبه .. فليست عقولنا تلقف ثرثرة من يدعي الصلاحـ وفي نفس الوقت يدعي البراءة ..
لكمـ ضحكت ساخراً حينما قيل أن أحد أسباب ارتفاع الأرز هي الفيضانات التي تعرضت لها الدول الموردة ..
إن الأرز الذي يُتداول في الأسواق لهو محصول سنوات عديدة مضت .. فإن كان الفيضانات سبب ذلكـ .. فلن يرتفع الأرز إلا بعد سنين والذي سيكون محصول هذهـ السنة ..
يجب على كل من تولى شؤون المسلمين أن يتذكر ما قاله نبينا عليه الصلاة والسلام: (( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به )) رواه مسلم .