[الفارس الملثم]

حباك الله أخي الغالي قناص الفوائد ، وبارك الله فيك على هذا الموضوع القيم ..
وأجزل الله مثوبتك ..

أستطيع تلخيص النقطة الأولى من حديثك بقولي : القدوة ، أو الرسائل الخفية ..
التي تعمل دونما نشعر .. وهي أبلغ من نظم القصيد وسبك الخطب ..


أما بالنسبة للصبر ، فلقد أثنى الله تعالى على الصابرين في كتابه ، قال تعالى : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) ، وقال : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ..
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صبر يصبره الله ) ، رواه البخاري ومسلم .

ويعلمنا القرأن الكريم أن النتائج العظيمة تحتاج إلى صبر ، وقد ذكر الله تعالى عن بعض أصفيائه فقال : ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ) .

من الوسائل المعينة على التأثير: الدعــاء ، الذي هوسلاح المؤمن ..
فليتحين الشخص مواطن الإجابة واسباب قبولها ، ( وقال ربكم أدعوني أسجب لكم ) .

من الوسائل أيضاً : الاستفادة من تجارب الآخرين ، واستشارة المربين في معرفة طرق الدخول إلى نفوس المتربين ، وقد عرجتَ على ذلك في السبب الرابع ، ولا بأس من قراءة بعض الكتب النفسية ، وسماع الأشرطة في ذلك ، وهي متوفرة الآن والحمد لله .

ومن الوسائل أيضاً : - وقد ذكرتَ طرفا منه في كلمة في السبب الرابع إذا قلت : ومعاملتهم على وتيرة واحدة - تنوع المعاملة ، واستخدام أساليب جديدة ، من خلال الحوار والأخذ والعطاء ، فلا أظن أن أسلوب الحقن بات نافعا هذه الأزمان ، لأن ناشئة العصر أشد وطئا من أسلافهم .

من الوسائل كما أعتقد : عقدو المقارنة بين المتربي وشبيه له قد حاز الريادة ، ونبغ في العلم وبرع فيه ، والتيين للمتربي أنه لا ينقصه عن ذلك إلا الهمة العلية ..
لكن الحذر الحذر .. من عقد المقارنة لتوبيخ المتربي على سبيل تهميش ما يقوم به ، فإن ذلك مما يجعل همته تنقه وكسله يتنامى ، وربما ظن أن لا خير فيه أبدا .

من الوسائل : ضرب الأمثال ، وهي من وسائل التربية النبوية ، فهي الأبلغ في التأثير ، ولا سيما إن كانت تلك الأمثال من واقع حياة المتربي ، ألا أترى أن ذاك الصحابي قال : إن زوجتي أنجبت غلاما أسود ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك من إبل ؟ قال : نعم . قال : ما لونها ؟ قال : حمر . قال : هل فيها من أورق ؟ قال : نعم . قال : أنى لها ذلك ؟ قال : نزعه عرق . قال : لعلك ابنك هذا نزعه عرق .

فانظر إلى عظيم تربية النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف أدرك مدى تأثير الإبل على الرجل ، لأنها بيئته ..
وذاك الشاب الذي أتى إليه طالبا أن يأذن له بالزني ، كيف أقنعه صلى الله عليه وسلم .

من الوسائل : تبيين الأسباب عند طرح النواهي والأوامر ، وهي ما يسميها التربويون تكوين العقلية السببية لدى الطفل ، عندما نهى النبي صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي عندما أخذ تمرة من تمر الصدقة ووضعها في فيه ، فقال : (( كِخْ كِخْ )) ، ليطرحها ، لم يكتف بذلك ، بل علل أمره فقال : (( أما شعرت أنا لا ناكل الصدقة ؟ )) .


بارك الله فيك وأحسن إليك .. وأكثر من هذه المواضيع فهي تفيدنا جميعا ..


أبو الوليد ،
وفـي الـذكرى بـقية ..