فتوى العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في اليوم الوطني الفتاوى (3/107) – باختصار - :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :ـ فإن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً ، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دين لم يأذن به الله ، والواقع أصدق شاهد ، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق ، إذ العيد اسم لما يعود مجيؤه ويتكرر سواء كان عائداً بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
قلت : في كلام الشيخ رحمه الله رد على من يقول إنها من العادات !! فالعادات لا تعود في نفس اليوم من كل سنة !
بل هو عيد لأن له يوم محدد في كل سنة ويحتفل الناس به ويستعدون لاستقباله ويعدون الحلوى والزهور كما تفعله بعض المعلمات المتعالمات فيطلبن من الطالبات أن يحضرن سلات الزهور و الحلويات ويعلقن الزينة في الفصل والمدرسة !
وهو حاصل ومشاهد وملاحظ إلا على من أعمى الله بصره وبصيرته !
فلو ذهبتم في اليوم إلى المدارس لوجدتم ذلك , وبالأمس لاحظت الكثير من الطالبات يذهب للصالونات ولو سألتهن لماذا قلن لك : استعدادا لعيد الإتحاد !!
وأخبرتني أحدى الأمهات من قريباتي أن المدرسات طلبن من الطالبات إحضار الورود والحلويات لتوزيعها بهذه المناسبة !!
وقالت لي الأم : إن ابنتها قالت لها أن المدرسة طلبت ذلك وقالت للطالبات لا تخبروا أولياء أموركم أننا طلبنا كل هذا منكم !!
وتقول الطالبة : وقالت لنا المدرسة إذا أحد سألكم لماذا كل هذا قولوا نحن نريد هذا وليست المعلمات !!!
فأقول : نعم المربيات انتن يا معلمات !! فأين التربية وأين التعليم ؟!
أتعلمين وتربين الطالبات على الكذب ؟!!!!
فهل هذا يسمى عيدا أم عادة وعادت وتقاليد ومجرد ذكرى عابرة !!
الحلوى والزهور والزينة والحناء وتصفيف الشعور والفرح والإجازة .... كل هذا لاستقبال هذا اليوم فهل هذا عادة أم عيدا يا عقلا ؟!!
وقال رحمه الله : وتعيين يوم ثالث من السنة للمسلمين فيه عدة محاذير شرعية ." أحدها " المضاهات بذلك للأعياد الشرعية .
" المحذور الثاني " : أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلاً ، وتحريم ذلك معلوم بالبراهين والأدلة القاطعة من الكتاب والسنة ، وليس تحريم ذلك من باب التحريم المجرد ، بل هو من باب تحريم البدع في الدين ، وتحريم شرع دين لم يأذن به الله كما يأتي إن شاء الله بأوضح من هذا ، وهو أغلظ وأفضع من المحرمات الشهوانية ونحوها .
قلت : وهذا ما يحدث الآن فهذا العيد وغيره من الأعياد المحدثة هي مشابهة تماما للأعياد المشروعة كعيد الفطر وعيد الأضحى !
فالأعياد الشرعية تعود في كل سنة مرة في وقت حدده الشرع والأعياد البدعية تعود في كل سنة مرة !
والأعياد الشرعية يستعد لها الناس قبل قدوهما وكذالك الأعياد البدعية !
والأعياد الشرعية يتجمل الناس لها ويتزينون وكذلك هذه الأعياد المبتدعة أصبح الناس يتزينون لها ويتجملون إلا من رحم الله ,
فتعلق الزينة والأنوار في الشوارع وتلبس الفتيات والمدرسات أجمل الثياب وتوضع الحناء في الأيدي ويصفف الشعر ويشترى لها الحلوى والزهور والزينة والعطور!!
ومن يقول غير هذا فهو مكابر ومعاند ولا يرى ولا يسمع ولا يعرف ما يدور حوله !
ولا شك إن قول الشيخ رحمه الله : ( المحذور الثاني " : أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلاً ) .
وهو صحيح ولا شك فمتى كان المسلمون في عهد الرسالة يحتفلون بمثل هذه الأمور ويجعلون لها عيدا سنويا ؟! أو يقولون عنها ذكرى تذكرنا بالأيام الماضية والسنين الغابرة وبآبائنا وأجدادنا ؟!!
وقال رحمه الله : " المحذور الثالث" : أن ذلك اليوم الذي عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهرجان الذي هو عيد الفرس المجوس ، فيكون تعيين هذا اليوم وتعظيمه تشبهاً خاصاً ، وهو أبلغ في التحريم من التشبه العام .
قلت : ويقصد الشيخ تحديد وتخصيص يوما محدد لهذا العيد في كل سنة هو تشبه بغير المسلمين من الكفار من فرس ورومان .وقال رحمه الله : " المحذور الرابع " : إن في ذاك من التعريج على السنة الشمسية وإيثارها على السنة القمرية التي أولها المحرم ما لا يخفى ، ولو ساغ ذلك ـ وليس بسائغ البتة ـ لكان أول يوم من السنة القمرية أولى بذلك، وهذا عدول عما عليه العرب في جاهليتها وإسلامها ، ولا يخفى أن المعتبر في الشريعة المحمدية بالنسبة إلى عباداتها وأحكامها المفتقرة إلى عدد وحساب من عبادات وغيرها هي الأشهر القمرية .
" المحذور الخامس" أن ذلك شرع دين لم يأذن به الله ، فإن جنس العيد الأصل فيه أنه عبادة وقربة إلى الله تعالى ، مع ما اشتمل عليه مما تقدم ذكره ، وقد قال تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) .انتهى كلامه رحمه الله .
***
__________________
سيجيءُ يومٌ حافلٌ بجهادِنا *** الخيلُ تصهلُ والصوارم تلمعُ
قدْ طالَ ليل الكفر لكني أرَى *** من خلفِه شمسُ العقيدة تسطعُ
موقع الشيخ حمود العقلا الشعيبي: http://www.al-oglaa.com/
|