[CENTER]وصية خروف لابنه
عبد الرحيم الطويل
هل صار حال الأمة ياترى كما قال الشاعر
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
وهل هذا الخروف يتحدث بلسان حال الأمة ؟
وصية خروف لابنه
ولـدي إلـيكَ وصيتي عهد iiالجدود
الـخـوفُ مـذهبنا نخاف بلا iiحدود
نـرتـاح لـلإذلال في كنف iiالقيود
ونـعـاف أن نحيا كما تحيا iiالأسود
* * ii*
كـن دائـماً بين الخراف مع الجميع
طأطئ وسر في درب ذلّتك iiالوضيع
أطـع الـذئاب، يعيش منا من iiيطيع
إيـاك يـاولـدي مـفـارقة iiالقطيع
لاتـرفـع الأصوات في وجه الطغاة
لاتـحـك يـاولدي ولو كموا iiالشفاه
لاتـحـك حتى لو مشوا فوق iiالجباة
لاتـحـك يـاولـدي فذا قدر iiالشياه
لاتـسـتـمع ولدي لقول iiالطائشين
الـقـائـلـيـن بـأنهم أُسْد iiالعرين
الـثـائـريـن على قيود iiالظالمين
دعـهـم بـنيّ ولاتكن في iiالهالكين
نـحـن الخرافَ فلا تشتّتك iiالظنون
نـحـيـا وهمّ حياتنا ملء iiالبطون
دع عزة الأحرار. . دع ذاك الجنون
إن الـخـراف نـعـيمها ذلُّ وهون
ولـدي إذ مـا داس اخـوتَك الذئاب
فاهرب بنفسك وانجُ من ظفر iiوناب
وإذا سـمـعت الشتم منهم iiوالسباب
فـاصـبر فإن الصبر أجر وثواب
إن أنـت أتقنت الهروب من iiالنزال
تـحـيـا خروفاً سالماً في كل حال
تـحـيـا سليماً من سؤال iiواعتقال
مـن غضبة السلطان من قيل iiوقال
كـن بـالـحـكيم ولاتكن iiبالأحمقِ
نـافـق بـنـيّ مع الورى وتملقِ
واذا جـررت الـى احتفال iiصفقِ
وإذا رأيـت الـنـاس تنهق iiفانهق
انـظر ترى الخرفان تحيا في iiهناء
لاذلّ يـؤذيـهـا ولاعـيش iiوماء
تمشي ويعلو - كلما مشت - الثغاء
تـمشي ويحدوها إلى الذبح iiالحداء
مـاالـعـز، ماهذا الكلام iiالأجوف
مـن قـال إن الـذل أمـر iiمقرف
إن الـخـروف يـعـيش iiلايتأفف
مـادام يـسـقى في الحياة iiويعلف
[/CENTER]