أخي المتزن : شكر الله لك.
يبدو أن كلام شيخ الإسلام غير كاف ولذلك رجعت لتوضيح بعض ماأراه مهما في هذا الموضوع.
أخي المحب :
قولك
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
:طيب , وإن لم يتب المسلم من الصغيرة فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!! |
|
 |
|
 |
|
أرأيت إن لم يكرر ؟ماذا يكون؟
...
أخي الكريم :إن كان قد عزب فهمك عن النصوص التي تجعل الصغائر كبائر فإني أبينها لك أنها ليست هي في الإصرار فقط ، وما الإصرار إلا واحد منها.
منها:أولا المجاهرة:
أخرج البخاري برقم (6069 ) عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » .
قال ابن حجرفي الفتح ج 17 ص238:
(قَالَ اِبْن بَطَّال : فِي الْجَهْر بِالْمَعْصِيَةِ اِسْتِخْفَاف بِحَقِّ اللَّه وَرَسُوله وَبِصَالِحِي الْمُؤْمِنِينَ ، وَفِيهِ ضَرْب مِنْ الْعِنَاد لَهُمْ ، وَفِي السِّتْر بِهَا السَّلَامَة مِنْ الِاسْتِخْفَاف)
ماذا يكون.
ومنها ثانيا:
من سن سنة سيئة واتبع عليها
ففي الحديث عند مسلم كتاب العلم :15( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)ومن المعلوم أنه لايشترط أن يعرف المستنون به، الفاعل الأول باسمه وعينه، فيكون هذا أمر آخر غير المجاهرة.
ومنها ثالثا : كثرة الصغائر
لقوله عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إياكم ومحقرات الأعمال إنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه » ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم « ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة (2) فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعويد حتى جمعوا من ذلك سوادا ، ثم أججوا نارا فأنضجت ما قذف فيها »أخرجه البيهقي في الشعب برقم290وفي المسند بنحوه من حديث سهل بسند صحيحصححه الأرناؤط.
وعن عائشة4243 - قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( ياعائشة إياك ومحقرات الأعمال . فإن لها من الله طالبا ) أخرجه ابن ماجه برقم 4243.و في الزوائد إسناده صحيح . رجاله ثقات وصححه الألباني.
ومنها رابعا:أن يختم له بها
كماعند البخاري برقم 6128 عن النبي صلى الله عليه و سلم قال

إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها )فالمعصية الصغيرة التي يموت عليها يبعث عليها يوم القيامة
لما روى البخاري برقم 2118 ومسلم برقم 7426 عن عائشة : قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ » . قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ . قَالَ « يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ »
وفي الترمذي برقم 4370 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ »
ولخص ذلك بن كثير في التفسير: فقال : (من أكثر من شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه)
دليل أن الصغير إذا ختم له بها تكون كبيرة مافي الترمذي برقم2141 وغيره (أن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار)
ومنها خامسا : الإصراروهو محل البحث
كما في مسند أحمد برقم6698- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ « ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ »وصححه الألباني وغيره.
لكن هنا مثار أسئلة من ثلاث جهات :
الجهة الاولى : هل معنى الإصرار شئ في الباطن أي قلبي كالعزيمة على البقاء على الذنب أو استصغاره أم هو عمل في الظاهر يظهر بالجوارح وهو تكرار الذنب.
الجهة الثانية:هل المراد بالإصرار على الذنب من جنس واحد أم المراد الغصرار على ذنوب متنوعة .
الجهو الثالثة: متى تسقط عدالة الشخص مع الصغائر؟
أترك ذلك لنرى إجابات الاخوة ونقاشاتهم حول ذلك
أخي المتزن الكريم
بعد ذكر الأحوال التي تجعل الصغيرة كبيرة أقول:
عنئذ تتسع دائرة الأحوال التي تجعل الصغائر كبائر فليس ذلك خاصا بالإصرار فقط
مع أن المجاهرة أوضح فيه من الإصرار ولم يُتطرق لها الكلام.
كما أننا علمنا ترجيح شيخ الإسلام من أربعة أوجه دائرة تكفير السيئات ولو كانت كبائر ليست محصورة بالتوبة فقط بل يكفره العمل الصالح المطلق.
فهل لاتساع هذه الدائرتين اعتبار عندك أم لا ؟ فإنها تزيل الإشكال.
أرجو ذلك .
بارك الله في الجميع.