وللناس في استقبال رمضان مذاهب
أخرج البيهقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم : " أتاكم رمضان ، سيد الشهور ، فمرحباً به وأهلاً "
وأخرج النسائي و البيهقي ( أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبوب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم )
قال ابن رجب " رحمه الله " : ( هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان ، كيف لا يـبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ، كيف لا يـبشر المذنب بغلق أبواب النيران ، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ؟ ! )
غدا يهل علينا البشر والظفر ** ويحتفي الحجر بالصوام والحجر
غــداً يهل هـلال الصوم مؤتلقاً ** في موكب مشرق والليل يعتكر
رنّـت إليه قـلوب في قرارتها ** لحـبه سـكن حلو الـرؤى نـضـر
غـداً تؤذن بالبشرى منائرنا ** تسري بأخباره الآيـات والـنذر
وقـفـت بـيـن كـرام الـناس أنتـظر ** ضيفاً عزيزاً بنور الله يأتزر
نغفو ونصحو على ذكرى شمائله ** نكاد نشرق بالذكرى وننفطر
رأيته قبل عام في مساجدنا ** يضيء في راحتيه الشمس والقمر
يهدي مكارمه للناس تذكرة ** يصغي لها السمع والإحساس والبصر
إن أصحاب العزيمة في العبادة ، ينظرون لسيد الشهور على أنه فرصة عظيمة سنحت من رب كريم لطيف بعباده أكرمهم بأوقات للإيمان والطاعة يستجيبون لربهم ويفرحون بدخول هذا الشهر الكريم ليستكثروا من الصالحات ، يهنئون بعضهم ويزدادون غبطة وبهجة وسرورا بهذا الضيف العزيز الذي حل بهم
موكب كـحّل أجـفان المـدى ** وسـقى الأنـفـس حباً ونـدى
جاء يروي الأرض مما حملت ** راحتاه اليمن رشداً وهدى
كـبّـرت بشـرى بـه في بهـجة ** مهـج أتـلـفها حـر الصدى
فـافـتـداها بجناحي فضـله ** فـنـعم المـفـتـدي والمفـتدى
موكب مزّق بالنور الدجى ** علّم النفس السرى مذ ولدا
طهّر الأيام من أدرانها ** مدّ للقوم الميامين يدا
تتهادى الحب صرفاً كلما ** حل ضيفاً في سمانا وبدا
بينما هناك من يسبب له رمضان أزمة مع بطنه وجسده
فهذا بشار بن برد يقول :
قل لشهر الصيام أنحلت جسمي ** إن ميقاتنا طلوع الهلال
اجهد الآن كـل جهدك فـينا ** سترى ما يـكون في شــوال
و هناك من يشكل له شهر الصوم عائقاً عن شهواته ونزواته فالحكم بن أبي الصلت مثلاً كان استقباله لسيد الشهور :
أشهر الصوم ما مثلك ** عند الله من شهر
ولـكنك قد حـجرت ** عـلينا لـذة الســكر
وغـمزاللحظ باللحظ **وقرع الثغر بالثغر
وإني والذي شـرف ** أوقـاتـك بالـذكـر
ومـابات يصـلي فيك ** من شفع ومن وتر
لمسرور بأن تفنى ** على أنك من عمري
أما أنا فكل سنة أندم على التقصير والتسويف في هذا الشهر الكريم ، حتى إذا ما انقضى بت أضرب كفاً بكف حسرة وندامة ، أعود أدعو الله وأتوسل إليه أن يبلغني رمضان القادم لأريه مني خيرا
وهاهو سيد الشهور على الأبواب
نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان ، وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويجعلنا فيه من العتقاء من النار
دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
|