مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 14-09-2007, 07:24 AM   #16
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
علاج الهموم صغيرها وكبيرها :

1- اعلم أن الحزن من المصائب صغيرها وكبيرها فطرة غرزها الله فيك ولا يمكنك نزعها من نفسك , فالحزن عند المصائب فطرة لا تنافي كمال الإيمان , بل المذموم هو التسخط .

ولهذا فلن يذهب عنك الحزن ألف كتاب ولا ألف قرني , ولا حتى أن تكون أشد الناس إيمانا , إلا أن تكون صخرة لا قلب لها , ولن تكون .

ولولا الحزن عند المصائب لما كان هناك أجر ! فكيف تؤتى أجرا على مصيبة لم تحزنك ؟! فكل مصيبة لم تحزنك ليست مصيبة
ولذلك فحتى الموت الذي هو مآل طبيعي لكل منّا سماه الله مصيبة { . . . فأصابتكم مصيبة الموت . . . الآية }
ولكونه مصيبة فقد أحزن رسول الله عندما ضم ابنه إبراهيم وذرف الدموع حزنا على فراقه .

2- كلما أصابك مكروه واعتراك ضيق فتذكّر أن هذا ما قدّر الله , وأن الله ينظر إليك ليرة ما تصنع , وأن الرضا بالقدر يرضي عنك الله , وأن الله الذي يراك ويعجبه منك الصبر على البلوى , وهنا تشعر بلذة القرب من الله وبأن الله معك وقد رضي عنك برضاك ورصد لك باحتسابك ما يفرحك دنيا أو أخرى .

3- أدّ الذي عليك من واجب تجاه نفسك وأمتك , لتشعر أنك لست جزءا من أسباب السوء والنكبات والمصائب في أمتك .

4- تذكّر أن الحزن حاصل حاصل ولو كنت أقوى الناس إيمانا , وإلا فأنت حجر لا بشر , فهذا أكمل الخلق دينا حزن على أمور كثيرة صلى الله عليه وسلم .

5- أخيرا : لا تنس أن الدنيا عناء وكبد لكل حي مسلما أو كافرا غنيا أو فقيرا حاكما أو محكوما , فصدق الله إذ قال : { لقد خلقنا الإنسان في كبد }
فمن عرف ولم ينس أن الدنيا كبد في كبد عرف أنه لن ينال أبدا سعادة محضة وبالتالي رضي بالعيش مع المنغصات المتوالية , وإنما الفرق أن يجزع فيكون حصّل الهم أو الحزن والإثم , أو برضى فيكون حصّل مع الهم أو الحزن رضوان الله .

*********

والفرق بين حزن الجازع ووحزن الراضي أن الراضي يحصّل مع الألم سعادتين : سعادة الشعور برضى الله عنه وسعادة العلم بالخير والثواب الذي ادخره الله له . بينما الجازع يحصّل ثلاثة آلام ولا سعادة : ألم الحزن , وألم الشعور بسخط الله , وبعدها ألم العذاب على التسخط إلا إن غفر الله له ذلك ,

والنتيجة :
أن الحزن ملازم للبشر حتى أكملهم أيمانا ولا يمكن ظرده , وإنما المراد الممكن هو التخفيف منه لئلا يقضي على نفس المرء وبدنه , ولكي لا يرقى إلى درجة التسخط على الله .

*********

الفاضلة أراسيل : معذرة فقد أطلت ؛ لكن الموضوع حرّك المشاعر ودفع بسيل الخوالج .
.
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له

آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 14-09-2007 الساعة 07:52 AM.
برق1 غير متصل