اليوم الخامس عشر .. الحادي والعشرون من أغسطس
أمضيت خمسة عشرة ساعة وأنا نائم , حلمت بأني ألعق عجينة باستا .. عندما أدرت المذياع , كان يبث مباراة في البسبول ...
شربت شيئًا من مياه الأمطار المحملة برائحة الغابات ..
جسمي يؤلمني بالكامل , وكأن لحمي ينبري من الداخل .. ألم لا يحتمل !!
اليوم السادس عشر ... الثاني والعشرون من أغسطس
العاصفة من جديد .. والرعد أسمع صداه في جوانب رأسي .. ليت الصواعق تضرب هذا الكوخ !!
في الليل , قررت الاستماع للإذاعة لأنني أفقد الإحساس بالمكان عندما أبقى ممددا هكذا , لو أمكنني
التجاوب مع كل كلمة تخرج من المذياع فلن أفقد نفسي , ولعبرت الزمن بشكل أسرع .
على كل حال .. أضع أصبعي بشكل دائم على مفتاح التشغيل متحفزًا لاغلاقه ما أن يداهمني النوم .
اليوم السابع عشر .. الثالث والعشرون من أغسطس
بدأت أعمل تفكيري .. هؤلاء الناس ما يريدون من الدنيا وحطامها ؟!
أشعر أني كلما اقتربت من العالم الآخر .. أستمع إلى البث القادم من الأرض !!
الصوم معسكر شاق ,, المزيد من الدم يخرج مع البول . مع حلول الليل شعرت بوخز حاد في معدتي ,
تكورت على نفسي صاكًا بطني على ركبتي . حاولت سماع احدى أغاني إنكا الشهيرة ولكن ذلك جعل الحال أسوأ .
اليوم الثامن عشر ... الرابع والعشرون من أغسطس
اختفت اللحوم تماما عن جنبي وظهري , أبدو كالعظام المغسولة بمسحوق مبيض .. ووجهي اختفت
ملامحه ولكن عيني تبرقان .. لو رآني أحدهم لامتلأ رعبًا وفزعا .. وولى هاربًا !!
لم أعد أشعر برغبة في الأكل , وكأن الأعصاب المسؤولة عن نقل الاحساس بالجوع قد تلفت وتعطلت ,
عندما يذهب الجوع إلى مداه , تتحول فكرة الطعام إلى ألم في المعدة , ربما مت صعقًا الآن لو التهمت
طبق نودلز أو أرزا بالمرق .. لأن أمعائي بعد اليوم ستلفظ الطعام .. أي طعام كما تلفظ الجراثيم أو الأجسام الغريبة .
كانت الليلة جميلة ومقمرة .. كم وددت لو أقضي في مثل هذه الليلة , ولكني أفضل أن أموت في وضح
النهار والشمس في كبد السماء .. يرعبني الموت في الظلام .
__________________
في بريدة ستي .. كانت لنا أيام :
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=262111
( قلب حب 1 )
|