اليوم السادس والعشرون ... الأول من سبتمبر
ساقاي وذراعاي ضمرا بشكل مرعب .. وجهي تقلص كثيرًا , لدرجة أنه من الممكن احتواءه براحة
الكف .. لم يبق من جسدي إلا تجاويف وكهوف .. وغطاء جلدي على هيكلي العظمي .. أكاد لا أعرف
نفسي , وزني انخفض إلى قرابة النصف ومع ذلك أشعر أن جسمي ثقيل لا أكاد أحمله .
مع آلام المعدة والصداع اللذين عانيت منهما , بدأت أشعر بالخدر في أطرافي , وعيني على وشك
الانطفاء مما صعب عملية القراءة .
بدأت خطوط الحياة في باطن طفي تتثلم بشكل أفقي .. هل هو بشير الموت ؟
أنا أرحب بالموت ولكن جسدي يرغب بالحياة , وهو يتشبث جاهداً بها !
اليوم السابع والعشرون .. الثاني من سبتمبر
لسعتني بعوضة في عنقي .. اي شقاء قادها لجسمي ؟ أشعر بوخز اللسعة .. اتحسسها وأتمتم :
" اللهم احفظها " .. يبدو أن قلبي أصبح رقيقًا .
اليوم الثامن والعشرون .. الثالث من سبتمبر
بدا وكأنه حادث عرضي ليلة البارحة حين نمت دون أن أطفئ المذياع . داهمتني سلسلة أحلام , في
البدء رأيت، فيما يرى النائم، مخدع معلقين في إحدى مباريات محترفي البيسبول, و المدرب ناكاشيما
كان يثرثر بشكل فاتن : ( يا للروعة، أرتالٌ من البشر على أبواب الجحيم. هناك من يبيع النقانق
والكولا. ولكن لو ابتعت منها ستواجهك المتاعب لاحقاً. تحتاج روحاً جائعة لليوم الآخر. أنا أيضاً تُركت
طويلا في مثل هذه الأرتال بعد انتحاري. والآن أصبحت معلِقاً في هذا المخدع الأخروي... ولكن... كيف
أستطيع أن أقول هذا...الموت يسلب الشجاعة أيضاً.... أليس كذلك؟ ) .
كانت كلماته مبهجة ومعزية.
رأيت كذلك قطاراً أحمراً , فاقع اللون ينسج طريقه في حديقة يزدهر فيها أقزام تحولوا إلى خضروات.
ثمار الموز تتناثر من نوافذ القطار.
و في حلم آخر كان جسدي يتمدد ويتثنى ويتلوى إلى أن يتحول أخيرا إلى معكرونة طُهيت على عجل.
عقلي هو الجزء الوحيد الفاعل هنا.
اليوم التاسع والعشرون: الرابع من سبتمبر:
أشعر بالبرد. أمضيت النهار متدثراً. الدم لا يصل إلى أطرافي.
قد أصل الجادة المستديرة لو مشيت بعض الوقت ,أعلم أن هذه فرصتي الأخيرة للحصول على
المساعدة، وبالرغم من ذلك لم أحرك ساكنا ولم أنثن عن عزيمتي. فكرت بأنني أكره الموت على
الطريق , شعرت بارتياح عندما فكرت بأن السبيل الوحيد لي هو الموت. أستطيع التمدد هنا. أستطيع
تحريك النصف الأعلى من جسدي بشكل مرض؛ رغم الوهن الذي أصاب الجزء الأسفل .
ضحكت عندما فكرت لوهلة بأنني أحتاج إلى بعض التمارين الرياضية.
اليوم الثلاثون .. الخامس من سبتمبر
آلام معدتي لم تكن أكثر حدةً مما هي عليه اليوم. تناولت مسكناً. ربما أموت غدا. أكملت شهراً اليوم.
اليوم الحادي والثلاثون .. السادس من سبتمبر
أتألم: ما زلت حياً.
__________________
في بريدة ستي .. كانت لنا أيام :
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=262111
( قلب حب 1 )
|