مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-09-2007, 04:14 PM   #14
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
مبارك عليك شهر رمضان يا أبا فهد نسأل الله أن يجعله شهر خير وبركة للمسلمين .
وأشكرك على موضوعك المفيد ، وبالجملة فأنا أوافقك ولكن في مسألة القيء عمداً عندي فيها توقف واستفسارات ولم يترجح لي شيء فيها ولعلك توضح لنا ما يلي :

1 / بالنسبة لحديث أبي هريرة ( ومن استقاء فليقض ) فقد ضعفه بعض كبار أهل الحديث كأحمد والبخاري والترمذي أشار إلى إعلاله أيضاً وغيرهم ، وفي المقابل صححه بعض أهل العلم كابن حبان والحاكم وابن خزيمة وقال الدارقطني : رجاله ثقات ـ والعبارة لا تعني التصحيح مطلقاً ـ وغيرهم .
وعند النظر نجد من ضعف الحديث أعله بعلتين تقريباً :
الأولى / تفرد عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة به .
الثانية / أن هشام بن حسان أخطأ فيه كما قال عيسى : " زعم أهل البصرة أن هشام وهم فيه " .
وقد أجاب من صحح الحديث على العلتين ، أما الأولى فقد تابع حفص بن غياث عيسى بن يونس عن هشام كما عند ابن ماجه وغيره فزالت العلة وهي التفرد .
وأما الثانية فقالوا : بأن هشام ثقة بل هو أثبت الناس في ابن سيرين ، ولم يثبت مخالفته لغيره في الحديث فالحديث صحيح والأصل قبول روايته وقال الألباني في الإرواء : إن قول عيسى " زعم أهل البصرة " يشير إلى رده .
هذا جواب من صحح الحديث على علل التضعيف ، فأتمنى مناقشة إجابة هؤلاء مشكوراً لا مأموراً ومنكم نستفيد .

2 / قد ذكر أكثر من واحد من أهل العلم على أن العمل على هذا الحديث حتى بتضعيفه وأشار إلى ذلك الترمذي في السنن والخطابي وغيرهما ، وقد كنت أستمع قبل أيام إلى شرح المنتقى للمحدث عبدالله السعد حفظه الله ورجح تضعيف الحديث اتباعاً لبعض كبار الحفاظ كما تقدم ، ومع ذلك في فقه الحديث رجح القول بأن القيء عمداً من المفطرات وذكر حجته بهذا الترجيح .
ويتبين لنا أن المسألة ليست على هذا الدليل فقط ، وقد ثبت عن ابن عمر التفصيل كما في الحديث أن من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استسقاء فعليه القضاء ، وأما ما نقل عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما فقد تم مناقشته بأنه محتمل وليس صريحاً في مخالفة هذا الحديث ، فإنه يحتمل أنهم يريدون من ذرعه القيء أي خرج منه دون تعمد ، فكلامهم يحتمل ذلك ، ويحتمل أيضاً أنه عام ومما يقوي أنهم يريدون دون تعمد أن النسائي أخرج من طريق عطاء عن أبي هريرة قوله أن من قاء فليفطر ، فالمقصود أن ما جاء عنهما غير صريح بخلاف قول ابن عمر فإن فيه التفصيل المذكور في الحديث .
والله أعلم ، ولا أخفيك أن المسألة مشكلة عندي ومحل توقف لما تقدم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل