ما شاء الله ، نفع الله بك .
فائدتك رائعة لكنها غير شافية ، ومسألة الدخان بُحثت كثيراً في ملتقى أهل الحديث كما أذكر ، وأذكر أن الشيخ محمد العثيمين رحمه الله جعله من الشراب والله أعلم ، وأشكرك على فائدتك وليس عندي جديداً فيها ، وإنما حجة من جعل استنشاق البخور من المفطرات لأنه يدخل إلى الجوف ، وكل ما يدخل إلى الجوف يجعلونه من المفطرات حتى لو أدخل حصاة في جوفه عمداً فإنه يفطر على هذا القول .
ونعود إلى المسألة الأهم برأيي وهي ( القيء عمداً ) فأما دليلك على التضعيف بأن أبا هريرة يرى خلاف ذلك ، فهذا بحد ذاته لا يدل على تضعيف الحديث ، بل هو قرينة فقط وليس مطلقاً أيضاً فقد ثبتت أحاديث عن بعض الصحابة كعائشة وغيرها وقد خالفت الحديث وهي متأولة والحديث صحيح لا إشكال فيه ، وقد ورد عن غير عائشة أيضاً فهذا يدل على عدم إطلاق هذه القاعدة وهي مخالفة الراوي لما روى وهي مسألة متشعبة وطويلة لا يسع المقام للتفصيل فيها والله أعلم .
ومناقشتك لأثر النسائي جيدة استفدتُ منها ، ولكن حتى الآن برأيي أن أثر أبا هريرة ليس صريحاً بأنه يريد بذلك من استقاء ، والعلة التي ذكرها أبو هريرة يخرج منها المني فإنه مما يخرج وكذلك الحجامة على القول بالتفطير بها فإنها مما يخرج ، حتى من يقول بعدم التفطير بها فإنه يرى أن الحكم منسوخ أي أنه قبل ذلك يفطر من احتجم فدل على أن قاعدة أبا هريرة ليست على إطلاقها ، وعندئذ لا مانع من القول بأنه يريد من غلبه القيء فهو محتمل ليس صريحاً لكي نجعله قرينة على ضعف الحديث والله أعلم .
ونرجع عندئذ إلى علل الحديث التي أعل بها وقد ذكرتها لك في الرد السابق ولم تناقشها حتى الآن ، وهي ما يتعلق بعيسى بن يونس وكذلك هشام بن حسان ، فإن من أعل الحديث كأحمد والبخاري قد نص على سبب الضعف وهو ما ذكرته لك في الرد السابق .
وقد ناقشهم الألباني بالتفصيل ولم تناقش قول الألباني وفقك الله وهو مهم جداً عندي وهو الذي جعلني أتوقف في هذا الحديث ، فأكمل إحسانك وناقشه لكي نستفيد مشكورا لا مأمورا
وأشكرك على فوائدك وحسن نقاشك وقد استفدنا كثيراً من نقولك
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|