مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 17-09-2007, 04:55 AM   #123
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
Quote]أخي تأبط رأياً , مبارك عليك الشهر وتقبل الله منا ومنك الصيام والقيام وجميع الطاعات[/quote]
آمين
اقتباس
لا أريد أن نخرج عن صلب موضوعنا , ولكن كأني فهمتُ من كلامك في صدر تعليقك الأخير تريد غلق باب الاجتهاد !!.

أخي الكريم :
أنت تفهم جيدا أني لا أريد ذلك فيما أعرف عنك ، بل طالب المتوسط لايمكن أن يفهم ذلك لأني فصلت في ذلك!! ، فبين الأمرين مثل مابين السماء والأرض ،و إذا كنت تفهم أن الاجتهاد الذي يتكلم عنه العلماء هو الخروج عن أقوال السلف ، وابتداع قول جديد في مسألة ليست من النوازل فهذه مشكلة أخرى.
وحتى لا أملل القارئ لن أنقله له ، لأن صار شغلنا هنا تكرار (قص ولصق) وليس حوار.
وقولك :
اقتباس
مع العلم أن هناك بعض علماء الخلف اجتهدوا في مسائل فقهية وليست عقدية ورد فيها نص وابتدعوا قولاً جديداً ليس لهم فيه سلف ويبرز هنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهما .

الجواب عنه من أمور:
1ـ أن هذا المتشابه يرد لمحكم كلامهما فمثلا:
كثيرا مايذكر شيخ الإسلام تحريم إحداث قول ثالث في المسألة :
قال رحمه في مجموع الفتاوى ج 15 ص 95:
((ولهذا جوز من جوز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف وقالوا إذا اختلف الناس فى تأويل الآية على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث بخلاف ماإذا إختلفوا فى الأحكام على قولين وهذا خطأ فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافا لاجماعهم ولكن هذه طريق من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد وإلا كيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن ويفهمون منه كلهم غير المراد متأخرون يفهمون المراد فهذا هذا والله أعلم ))وراجع ج13 ص 60
أما ابن القيم رحمه فقد قال في إعلام الموقعين ج 4ص 118 :
(ان من الممتنع ان يقولوا( الصحابة والسلف) في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به وهذه الصورة المذكورة وامثالها قد تكلم فيها غيرهم بالصواب ، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطق بالصواب واشتماله على ناطق بغيره فقط فهذا هو المحال))
ولو استقصيت ذلك لطال المقام .
2ـ أن بعض المجتهدين الكبار يرون جواز الدمج بين الأقوال وإحداث قول مستخلص لايخرج عن أقوال السلف كقول شيخ الإسلام في غسل الجمعة وهذا لا يتأتى إلا لمن رسخت قدمه في العلم والفهم.
3ـ أنه ربما اطلعوا على قول للسلف لكنه غير مشهور، أو الجهور على خلافه وهذا يقع كثيرا.
فما دام أن الأمر دخله الاحتمال سقط به الاعتبار.
وقولك :
اقتباس
رجعتُ إلى الصفحات السابقة , فلم أجد لك إجابات على أسئلتي أعلاه .. فكيف تقول إنها أسئلة متكررة مستهلكة سبق الإجابة عليها ، بل ومللتَ من تكرارها ؟؟؟؟!!!!!

عفواً أخي الفاضل , أرجو أن توثق كلامك بدلاً من رمي الكلام في الهواء هكذا .. فقد يـُظن فيك أنك تستغفل القارئ .

أما إن كنتَ لا تملك أو لا تريد الإجابة على أسئلتي , فلك كامل الحرية ولكن أخبرني بذلك فضلاً لا أمراً

.

كلامك هذا لاطائل وراءه ، لأني لم أقل (أجبتُ عليها) بتاء الفاعل ، ولكن قلت :
اقتباس
سبق الإجابة عليها ، مللنا من تكرارها

ثم وضحت ذلك بقرينة الجمع( مللنا) لأني أنا مؤيد لكلام غيري كعمر55 ومن يرى رأيه من بداية كلامي فراجعه
وقد صرحت بذلك في أول كتابة لي هنا فتهافت إيرادك.

وقولك:
اقتباس
وبالمناسبة :

بما أنك تتحدث عن السلف , فقد تذكرتُ سؤالاً نسيتُ أن أطرحه عليك وهو :

س11 : مـَن مـِن السلف قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ( بهذا اللفظ ) ؟؟!

أرجو أن تذكر لي علماء السلف الذين قالوا هذه المقولة بنفس ألفاظها .

أخي آمل ألا يكون هذا تهربا من النقاش إلى أمور بدهية وجعلها موضع للخلاف ، لأني أنا المطالب لك بهذا الطلب ثم تقلبه علي !!
أقول ذلك لأنك أنت كنت تذكر أنه هو مايروى عن ابن عباس فقلت :
اقتباس
أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

وهذا المفهوم غير صحيح , ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأظن أنه ورد ما يشبه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلم عن صحة ثبوته عنه .

على أي حال :

هذه العبارة لا يمكن اعتبارها بهذا الإطلاق , بل هي عند التأمل أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب

إذن هذا فهمك أولا لهذه العبارة ونسَبتها لبعض العلماء ولابن عباس أيضا ففهمك سابقا مثل مافهمه السلف و أزيدك وضوحا من كلامك:
اقتباس
وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط .

وفي جميع الأحوال : تظل الإشكالات التي ذكرناها قائمة , وهي بحاجة إلى إجابة وتوضيح

وقلت حفظك الله مؤيدا أنه قول الجمهور لما ذكر عمر55 أنه قول الجمهور قلت أنت:
اقتباس
ولذا فالعدد ليس حجة بذاته ( أي أنه لا يـُستدل به بل يـُستدل له ) .

أما بالنسبة للرأي , فنعم : أرى أن القول الذي تدافع عنه ضعيف , والضعف ليس بالأدلة بل بالتفسير .


وحينها أطالبك بالدليل على أن هذه العبارة خاطئة .

إذن ليس لي مفهوم ولك مفهوم إلا أخيرا انحرفت إلى مفهوم آخر مضحك فطالبتك بسلفك عليه ولم تجب حتى الآن:

اقتباس
فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .

وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله

.

فأنت مررت على ثلاث مراحل في أثر واحد وهو اثر ابن عباس :
مرة أنك تفهم منه الفهم الأول المعروف والظاهر لكل مطلع وهو الذي تناقله العلماء بلا أي نكير حتى جاء خالد الغنامي ونقلت عنه بلا تفهم لمعاني ذلك.

ثم ذهبت إلى تضعيفه أثر ابن عباس مطلقا

ثم رجعت وأولته تأويلا لم يقل به أحد من السلف .

وأزيد هنا من السلف الذين نصوا على ذلك :
نسبه للجمهور ابن حجر المكي الهيثمي في كتاب الزواجر في المقدمة وأغلب من تكلم في هذه المسالة .
ومن هذا الجمهور:
الأوزاعي في شعب الإيمان للبيهقي برقم 6891
وعمر بن عبد العزيز في حلية الاولياء لأبي نعيم في ج5ص 296
وابن المبارك نقله عنه شيخ الإسلام في كتاب الزهد والورع ج1 ص172
وأحمد ابن حنبل نقله عنه ابن القيم في روضة المحبين ص319
وهذا الذي تتابع العلماء على فهمه ونقله ومنهم :
شيخ الإسلام وابن القيم وابن الصلاح وابن حجر المكي وغيرهم كثر جدا يطول الكلام بحصرهم ،
واختم بقول شيخ الإسلام ففهمه لكلام ابن عباس أوثق عندنا من فهم غيره قال في مجموع الفتاوى ج11 ص699 :
((فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما فى الحديث الآخر لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية ))

عذرا على الإطالة


ولك فائق التحية .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل