بارك الله فيك ونفع بك
فوائد ثرية بحق
أود أن أكرر أني لا أتبنى القول المخالف لما اخترته أنت بهذه المسائل ؛ وإنما مذاكرة واستشكالات فقط .
وقد كانت مداخلتي هنا تتعلق بالعلل التي ضُعف بها حديث أبي هريرة ، وإلى الآن لم أجد إجابة عليها ، فهل عندك إجابة يا أبا فهد عن علل الحديث أم لا ؟
وبالنسبة للقول بأن أبا هريرة يفتي بخلاف الحديث فهذا بحد ذاته ليس علة نضعّف من خلالها الحديث ، بل لو ثبت الحديث نستطيع أن نجمع بين قول أبي هريرة وبين الحديث بكل سهولة ، لأن الحديث فيه التفصيل وكلام أبي هريرة لا تفصيل فيه ، وإنما قد يستدل بعض العلماء بضعف حديث ما لأن راويه خالف دلالته ، وهذا بعد تتبعي لبعض أحكامهم يكون قرينة فقط ، أي أن الحديث فيه علة معينة وزيادة على ذلك ثبت عن الراوي خلاف ما روى فيكون هذا مقوّي لضعف الحديث ، أما أن يكون الحديث إسناده صحيح ولم يختل فيه شرط من شروط الصحة مثلاً ثم نضعّف الحديث بسبب مخالفة الراوي لما روى فهذا لم أشاهده في كلام الأئمة أبداً على حسب علمي .
ولو رجعتَ إلى أسباب تضعيف الحديث لما وجدتَ فيها مخالفة الراوي لما روى ، إلا ما تقدم ذكره أن يكون الحديث فيه علة من العلل ومع هذه العلة ثبت مخالفة الراوي لما روى فعندئذ يُجزم بتضعيفه .
فبعد هذه المقدمة نرجع إلى العلل التي أعل بها بعض الأئمة كأحمد والبخاري هذا الحديث وهي ما ذكرته لك :
1 / تفرد عيسى . 2 / وهم هشام .
فلو ترجع إلى نصوص أحمد والبخاري وغيرهم تجدهم يحتجون لضعف الحديث بما تقدم ، وقد أجاب عن هذه العلل الألباني في الإرواء ، ولم أجد مناقشة مقنعة لإجابة الألباني أستطيع من خلالها أجزم بتضعيف الحديث فهل عندك مناقشة لإجابة الألباني ؟ إن كان عندك فأفدنا بها ، وإن لم يكن ذلك فأخبرنا لكي نخرج من هذه المسألة .
وبالنسبة لنقاطك رقم 2و3و4 فهذه لك أن تذكرها بعد أن نتفق على ضعف الحديث ، وإلى الآن لم نتفق ، وأكرر أني أيضاً لا أميل إلى تصحيح الحديث بل متوقف فقط بسبب رساخة علم من ضعفه .
وأشكرك مرة أخرى لتحقيقك مسألة البخور والدخان فقد استفدنا جزاك الله خيرا .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|