...
قبل أن يُختم الموضوع أقول :
أولا: متى كان للشيخ سلمان أتباع و لغيره أتباع ، و إن حدث هذا واقعاً فمتى صار هذا معتبراً في شرع الله ، و داخل أهل السنة و الجماعة ، و لا يخفاكم أيها الأكارم أن هذا داخلٌ في التعصب المذموم وهو حينما يكون التعصب لشيخٍ ( مُطلقاً ) ، بل العبرة بما وافق الشرع ، و أما ما يُخالفه فيُرد عليه دون تسفيه أو تحقير أو دخولٍ في النويا و المقاصد ، أو التهكم و السخرية بالخِلقة و ما إلى ذلك ، فهذا مما يصد عن الحق و يلجم العقل و يجعله رهين رأيهِ ، و أسير هواه ، فالجهل و الطيش لا يمكن أن يُدعى بهما إلى الله تعالى ولا أن يُنصح بهما و كما قال الله تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} .
ثانياً : إن للأمة رجال كباراً يقودونها بما حباهم الله من علم و إيمان و بعد نظر ، و ليست الأحداث المستجدة ، و الوقائع المشكلة محلاً لجدال يحدث تحت أسماء مستعارة لا يدرى من أصحابها ، و حينما يتحدث الناس في أمور كبرى فإن هذا دليل على عدم احترام العلماء ، و لا عذر لإنسان استطاع الوصول إلى الإنترنت ثم تقاعس عن الوصول إلى العلماء و سؤالهم عما يُشكل عليه أو عن قضايا أمته .
ثالثاً : إن حدة الأسلوب تورث مثلها في الجانب الآخر ، و لا يُمكن التوصل إلى حلٍ وسط ، ولا إلى نتيجة صائبة ما دام التراشق بالسباب أو الشتام أو الهمز أو اللمز هو المدار في النقاش و الحوار ، ثم يعمى كلٌ عن الحق الذي هو المطلب ، و تتلاشى اللغة العقلية المقنعة بالبراهان و الراقية بالأدب ، و لا نخرج إلا بتشاحنٍ و تباغضٍ و تدابر ، و هذا مما نهى عنه النبي الكريم صلوات ربي و سلامه عليه .
رابعاً : يجب أن نؤصل فقه التورع عن القول بغير علم في نفوسنا ، و نجاهدها على ذلك ، لنسلِّم جوارحَنا و ألسنتَنا من مغبَّةِ ما قالت ، و أيدينا من عاقبةِ ما كتبت ، و لنعلم أنه ليس كل ما يخطر بالبال يقال ، و إنما الواجب هو المحاسبة و التفكر في المآل قبل الشروع في العمل أو القول فو الله لن يسألنا الله تعالى عن موقفنا من أسامة بن لادن ولا غيره ، و لن يسألنا الناس عن موقفنا من أسامة بن لادن ، و القول الفصل ما قاله أهل العلم ببرهان .
خامساً : كم رأيتم من الردود التي يتألم قارئها فضلاً عن كاتبها ، مما يخرج عن مسار القيم و الأخلاق ، و ينافي قول الله تعالى {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، و متى يحدث هذا ..!؟ في شهر النفحات و الرحمات و الله المستعان ، فلا يحسن أن نُمكّن للشيطان من أنفسنا ، ولا أن نُضيع حسنات صيامنا من خلال بذيء القول ، و غليظه .
أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً و أن يرزقنا اتباعه و أن يُرينا الباطل باطلاً و أن يرزقنا اجتنابه .
و أعتذر للكاتب / الأخ البارع ، و للأخوة الذين شاركوا عن إغلاق الموضوع .
و احفظوا صياكم و تلطفوا مع إخوانكم .
و الله المستعان .
أخوكم / الصمصام .