خواطر قلم / الشهيد الثاني... وفرعونية وزارة الخارجية
عن جريده الرأي العام - الشيخ محمد العوضي
نشرت «الرأي العام» أمس الثلاثاء 25/12/2001 نبأ استشهاد الشاب الكويتي محمد طه مال الله الفيلكاوي، رحمه الله، على أرض أفغانستان في 30 رمضان مع صديقه الشهيد هادي العنزي.
من هو محمد طه، الذي رأى صورته في الجريدة ولديه حدس أو فراسة يشعر بصدق هذا الإنسان وصفائه، ولكن الحدس والفراسة ليست من الأدلة أو البراهين التي تصلح للاستشهاد والتحاكم وإلزام الآخرين بها, ولكنني أعرف الشهيد معرفة شخصية، وهذه خلاصة ما أعرفه عنه: كان شخصية مسالمة هادئة جدا جدا، قليل الكلام، آية في الحلم والوقار من دون تكلف ولا تصنع، وآية في الإحسان إلى الآخرين, ما لجأ إليه مكروب أو مظلوم إلا حاول اسعافه، أو صاحب حاجة إلا بذل له ما استطاع حتى لو كان من ماله، لا يكاد يغضب، وان غضب لم يعبر عن غضبه إلا بحمرة في وجهه وصمت كظيم, لا يعرف شيئا اسمه «الخوف» كثيرا ما كان يخرج وحده ويتفرد بنفسه على البحر أو في البر للتفكر والتأمل.
كانت صلاة الفجر لا تفوته في مسجد «العبدالجادر» في خيطان, دائم النظر في كتاب الله، وفوق ذلك كان موهوبا خطاطا ماهرا يتفنن في اخراج آيات القرآن بنقش رائع، يساعد تلاميذ الحارة في خط ما تكلفهم به المدارس من واجبات على البوسترات, وكان على لياقة رياضية عالية يتقن لعبة (شيدوكان) ويحمل الأثقال الحديدية, العجيب أنه كان ينام في اليوم ثلاث ساعات درب جسمه على التحمل وذهنه على اليقظة, أذكر عندما غرقت الكويت بسبب الأمطار الغزيرة العام 1997 أخذ سيارته «اليوكن» وذهب في الشوارع والأنفاق يسحب السيارات القابعة في المياه، ويوصل أهاليهم إلى البيوت.
كان بارا بأمه وأبيه، وله قصة إبان الغزو العراقي للكويت وكان عمره 13 سنة حيث قبض عليه في أحد نقاط التفتيش ووضعوا الكلاشن على صدره,,, وأظن أنه أتم حفظ القرآن الكريم.
جاهد في كشمير وفي الشيشان وأخيرا في أفغانستان, وكان اذا جاء من كشمير يتكلم عن العمليات الجهادية التي يقوم بها مع المسلمين وانقاذ المسلمات الكشميريات المحتجزات لدى الهندوس، وكانت أخبارا هائلة,,, الحديث عن الشهيد يطول, ولعل جهات الرصد الاستخبارية الخارجية هنا تتساءل عن هذه المعلومات, فأقول: انه جارنا في خيطان ويصلي في مسجدنا «العبدالجادر» ولأهله صلة مع أهلي, فاطمئنوا لا علاقة له ولا لنا «بالقاعدة»!!! لما بلغ خبر استشهاده إلى والدته، تقبلت قضاء الله وحمدته حمدا كبيرا, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الفرعونية الجديدة
استاءت البشرية المتحضرة من النزعات الفرعونية التي وردت في بيان وزارة الخارجية الأميركية الخميس الماضي لمناسبة تخلف سقوط الثلوج مع حلول أعياد الميلاد ورأس السنة، وقال: ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزير الخارجية كولن باول «اننا نعتبر استمرار الطبيعة في رفض القيام بواجباتها حيال الدول المتحضرة عملا استفزازيا وغير ايجابي لذا ندعو الطبيعة إلى اتخاذ جميع الاجراءات الضرورية بغية تساقط كمية مناسبة وذات مصداقية من الثلوج» ان هذا الجمود والاستكبار واغفال ما تصنعه الدول التي وصفها بالمتحضرة من اهلاك الحرث والنسل والثلج يذكرني بقول الله تعالى عن استكبار فرعون على الخلق والخالق قال تعالى: «وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من ا لكاذبين» القصص (38). وإذا كان تصريح الخارجية الأميركية يناسبه تصريح فرعون، فمن هو هامان العاصي؟ انها أوروبا المتخاذلة المداهنة على حساب دم الإنسان!
حمد سليمان
حمد السليمان كويتي ثالث قضى في أفغـانسـتـان
كتب حسين الحربي: علمت «الرأي العام» ان الكويتي حمد علي محمد السليمان (38 عاما) قضى نحبه في 30 رمضان الماضي في المواجهات التي دارت في تورا بورا في افغانستان، ليكون بذلك الكويتي الثالث الذي تتأكد وفاته مع «المجاهدين العرب».
وابلغت مصادر على صلة وثيقة بملف الإسلاميين الكويتيين «ان السليمان والشهيدين هادي العنزي ومحمد الفيلكاوي سقطوا في 30 رمضان الماضي نتيجة القصف خلال انتقالهم من موقعهم في تورا بورا الى موقع آخر».
والسليمان متزوج من دون اولاد كان يشغل منصب رئيس قسم في إدارة مركز نظم المعلومات في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية, وقدم استقالته من منصبه بعد احداث 11 سبتمبر حيث توجه الى افغانستان، وهو حائز على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الولايات المتحدة.
واوضحت المصادر ان «الشهيد شارك في الجهاد في البوسنة والهرسك وانضم الى رفاقه في الجهاد في افغانستان قبل بدء العمليات العسكرية».