مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-09-2007, 12:30 AM   #4
راعي الشماسيه
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: الدقسيه
المشاركات: 200
الرياض - عبدالرحمن الناصر:
عرفت قصيدة (البارحة يوم الخلايق) ونسبت إلى الشاعر نمر بن عدوان شيخ من شيوخ بني صخر في بداية القرن الثالث عشر، ذلك حسب ما تردد قصص البادية، حتى أن البعض حفظ كيفية أداء لحنها من الفنان عبدالله السويلم وكذلك بشير شنان قبل أن يغنيها راشد الماجد، وبنفس الحروف اللحنية "البارحة يوم الخلايق نياما" التي أتت عنواناً لمسلسل "نمر بن عدوان" الذي يبث حاليا على شاشة "mbc" مصوراً قصة تراثية في الفروسية والأدب.
المفاجئ هو أن تلك القصيدة ليست لنمر بن عدوان وذلك حسب ما قاله أحفاده في شرق الأردن ومنطقة دير الزور في سوريا وما اختلف الناس عليه سابقاً، من حيث المعنى والفلسفة اللغوية، ومن هذا الاختلاف نسبت القصيدة إلى شاعر الإحساء محمد بن مسلم الذي عاش في القرن الثاني عشر بحسب ما أكده الباحثون في الشعر الشعبي؟. وقد اعتمد في نسبة القصيدة للشاعر محمد بن مسلم على عامل جغرافية المنطقة والطبيعة اللغوية الشعبية لمفردات القصيدة.

وبسبب هذا الخلاف فقد توجهنا إلى الباحث المتخصص في الشعر الشعبي محمد الهزاع ليفصل في هذه الإشكالية، خاصة وأنه تطرق إلى هذه القصيدة في كتاب "مجموعة طلبة مهنا" في جزئه الأول وأكد فيه أن القصيدة للشاعر محمد بن مسلم.. محمد الهزاع قال ل "ثقافة اليوم": إن هذه القصيدة ربما أقلقت الكثير وبالتالي لم انشرها في كتابي إلا بعد جهد كبير من البحث المضني والجلوس مع أحفاد الشاعر نمر بن عدوان في عدة مناطق، وقد تأكدت من خلال بحوثي صحة ما قالوا فوضعت الأجوبة الحاسمة على هذه التفسيرات، خاصة وأن الفلسفة اللغوية لهذه القصيدة بالذات تختلف عن بقية قصائد نمر بن عدوان ومفرداتها تعود إلى جغرافية محددة، ومن هذا المنطلق أجد أن هذه القصيدة للشاعر ابن مسلم رحمه الله وليست كما يظن أغلبنا من أنها لنمر بن عدوان.

ويضيف محمد الهزاع: إن إدراج القصيدة في المسلسل من دون التثبت التاريخي قد يأتي من أجل إثارة المشاهد وجذبه وهو ما لم استحسنه بصفتي خبيراً في هذا التخصص، وذلك لأن المسلسل التلفزيوني بانتشاره الواسع يعتبر عملية توثيق، وخطورته تكمن في أنه قد يكون توثيقاً لمعلومات غير صحيحة. ومن المعلومات المغلوطة التي أتوقع ظهورها في المسلسل أن يقتل نمر بن عدوان زوجته وضحى كون هذه القضية أصبحت أسطورة تعرف عن نمر بن عدوان، وهي أسطورة غير صحيحة والمعلومات التاريخية الدقيقة تؤكد أن زوجته توفيت بمرض الطاعون الذي انتشر في تلك الفترة، وقد رثاها نمر بن عدوان بعدة قصائد لم تكن من بينها قصيدة (البارحة).
================================
متابعة - خالد الزيدان:
يتواصل الحديث عن هوية القصيدة الشعبية الشهيرة "البارحة يوم الخلايق نياما".. والتي نسبت خطأً للشاعر الشهير نمر بن عدوان حيث يوضح ل"ثقافة اليوم" الراوية المعروف الاستاذ محمد الشرهان بأن نمر بن عدوان هو امير البلقاء من اعمال الشام وهو شيخ من شيوخ بني صخر في بدايات القرن الثالث عشر توفي عام 1300ه.
ويضيف الشرهان: ان مكمن الخطأ واللبس ان الشاعر كان قد رثى زوجته "وضحى السبيلة" حينما قتلها خطأ في القصة التي يذكر انها عندما جاءت بجانبه وهو يهم بالنوم فسألها عن الخيل وهل ربطته وقيدته أم لا؟ فخشيت ان يغضب عليها او ان يقوم من فراشه للذهاب الى ربط الفرس فقالت: نعم وحينما نام نهضت وذهبت الى الاسطبل ثم قربت من الخيل وظهرت اصواتها فزع نمر واستيقظ وشاهد من خلال نافذة صغيرة لغرفته ذلك الزول القريب من الخيول فظن انه سارق فقام باطلاق النار عليه ولم يدر انها "زوجته"! فلما علم بذلك حزن عليها حزناً شديداً ورثاها في العديد من القصائد التي جمعت في دواوين عدة منها قصيدة مطلعها "حي الجواب وحي من به يعزين" و"ياونتي ونت كثير الحسوفي" وغيرها من القصائد، ولكن ليس من بينها هذه القصيدة التي ظن انها له بسبب ذلك الموقف وتلك المناسبة الرثائية ومما يؤكد ذلك ان الكثير ممن الف وكتب عن الشاعر ابن عدوان لم يذكر هذه القصيدة "البارحة يوم الخلايق" من بينها ومنهم المؤلف ركسي العزيزي الاردني الجنسية فقط طبع ديواناً للشاعر نمر بن عدوان وقصائده وهو مدرك لها ولم يذكر من ضمنها هذه القصيدة.

ويشير الاستاذ الشرهان الى ان القصيدة هي في الحقيقة للشاعر محمد بن مسلم وهو احد شعراء الاحساء واصله من اهالي الحريق الا انه مولود بالاحساء، وتعود مناسبة القصيدة في انها رثاء في زوجته التي كان يحبها حباً شديداً والتي توفيت في شهر رمضان المبارك في اليوم العاشر منه كما يذكر ذلك في القصيدة في قوله:

البارحة يوم الخلايق نياما..

بيحت من كثر البكا كل مكنون

الى ان قال الشاعر:

على عشير مات شهر الصياما

عشر القيام وليلة العيد مدفون

ويذكر الراوية الشرهان ان من دواعي الاشتباه قد يكون ان كلا الشاعرين يرثي زوجته ولهما قصائد بها ذلك المطلع "البارحة" فالشاعر ابن مسلم ذكر "البارحة يوم الخلايق نياما"

والشاعر نمر بن عدوان ذكر في قصيدة له: "البارحة في هجعة النوم غرقان".

ويؤكد الراوية الشرهان صحة نسبة القصيدة الى الشاعر ابن مسلّم بأن اول كتاب طبع عن الشعر النبطي بالجزيرة العربية يسمى: "خيار ما يلتقط من شعر النبط" لمؤلفه وجامعه عبدالله بن خالد الخاتم كان في جزأين عام 1372ه من خلال المطبعة العمومية بدمشق فقد جمع وحوى فيه العديد من القصائد النبطية لكثير من الشعراء ومنهم الشاعر نمر بن عدوان له قرابة خمس قصائد والشاعر المسلم له اثنتا عشرة قصيدة وقد ذكر القصيدة منسوبة للشاعر ابن مسلم وليس لنمر في نفس المؤلف.

ودعا الراوية الشرهان اولئك المهتمين والمؤلفين في الجانب الشعبي والقصصي والافلام والمسلسلات الوثائقية الى الرجوع للمصادر الموثقة واصحاب الدراية حين الرغبة في انتاج او اصدار اي فيلم وثائقي يحكي تلك القصص منعاً للخلط وحفظاً لحقوق الجميع وصحة الروايات والقصائد ومن تنسب له.

تجدر الاشارة الى ان الخطأ الذي وقع من منتجي مسلسل "نمر بن عدوان" والذي يبث حالياً على قناة (mbc) هو ما دعا الى الايضاح وتناول قصة هذه القصيدة وصحة من تنسب له ومناسبتها.
__________________
[CENTER]احيان اكون مبسوط :D واحيان اكون منب مبسوط:mad:


:D او :(
راعي الشماسيه غير متصل