[برق1]

الفاضلة أراسيل :
جميل أن تفرّقي بين مهام عوام الناس ومهمة قيادتهم السياسية
مهمة الطبيب تطبيب المرضى
والمعلم تعليم الطلاب
والبنّاء تشييد البنايات
والمزارع بذر ابذور وجني وجلب الثمار
فكل منهم قائم بعمله , لم يتركه , وهم ما بين متمم ومقصّر


امّا القيادة السياسية فقد أخذت من مالية الشعب رواتبها لـ ((( تتفرّغ )))) للتخطيط والعمل على الأخذ بالشعب إلى مراتب القوة والعزة والعلم والرفاه
فهي لا تدرس الطلاب كالمعلم , ولا تبني العمارات كالبنّاء .
بل تتولى القرارات التي توجه الشعب كله وتتحكم بمصيره بمشيئة الله
إن شاءت نهبت خيراته , وجعلت منه شعبا خاملا جاهلا متخلفا عن ركب الحضارة ضعيفا لا قوة لديه يضرب بها جيش عدوه , وبالتالي تتركه نهبا لمطامع الأقوياء وقرطاسا في طريق زوابع الزمان .

وإن شاءت وجهته إلى البحث والاختراع , ووجهته لصنع السيارة والطائرة والصاروخ والدبابة , وبنت له من أفراده جيشا ضاربا يحفظ مكتسباته ويحمي عزته ويعطيه حق المبادرة في العالم

انظري إلى حكومة ماليزيا , وحكومة بورما , فالشعب من العنصر ذاته ومع هذا فماليزيا كما ترين تقدما ومكانة عالمية , وبورما كما ترين تخلفا وحقارة شأن تتخطفها مطامع الدول ذات الشأن
ثم قارني بين جنوب أفريقيا وتشاد , وهلم جرّا , ثم طبقي هذا على من شئت من دول .
فما عنيته هو أن الحكومات هي المسؤولة ((((( وحدها ))))) عن تخلف أو تقدم شعوبها بما أنيط بها من مهام تطال حياة الشعب من جذورها حاضرا ومستقبلا
فليس الأمر مجرد تلاوم وإلقاء تبعات .

وإلا فقولي لي : هل نستطيع التقدم بلا علم , ولا صناعة ولا اختراع ؟! ولا جيش قوي يحمي ذلك ؟

ألا يحق لنا نحن الشعب الذين سيكون مصيرهم مربوطا بقرارات وتصرفات حكومتنا أن نتساءل :
لماذا يظل عدد جيشنا حامي حضارتنا كما ترين قلة رجال وسلاح ؟
أين حكومتنا من بناء مراكز بحث وتمويلها ؟
وأين هي من تبني أبحاث صناعة السيارة والطائرة
بل أين هي حتى من السماح بهذا ؟

أظنك تتساءلين معي أين مدرعات مصنع الفارس التي صنعت محليا وجرى استعراضها وأثبتت جدارتها ؟ أين ذهبت وأين ذهب المصنع ؟!

أين أول سعودي صنع طائرة نفاثة وقابلته جرائدنا وصورت طائرته لتي قال بأنه ينتظر إذن وزارة الدفاع بالطيران , فلا صدر الإذن ولا عرفنا أين ذهب هو وطائرته منذ قرابة 20 سنة مضت ؟!

أنا مهما جعلت من نفسي مثاليا فلا أملك توجيه الشعب ولا أملك الأمر ببناء المخترات وتمويلها والمصانع ورعايتها
ولا أملك إدراج التكنولوجيا العسكرية والمدنية الدقيقة في لتعليم وأجعل البحث الجامعي التقني من متطلبات التخرج
لذلك فإني وإن صرت ( تقيا ) ( عالما ) ( مخلصا ) لا أملك توجيه الشعب وتحويل مساره في طريق الحضارة والقوة والعزة كما رغب أستاذي الصمصام .

شاكرا سعة بالك يا فاضلة .