بسم الله لرحمن الرحيم
أخي المتزن وقد أحلتنا على ذاك الرابط لنجيب على أسئلتك فيه .
فقد أجبتك بما تراه بالتعقيب التالي لهذا التعقيب
لكن قبل أن تنتقل لقراءة أجوبتي أمهلني أحدثك في هذا التعقيب عما وجدت هناك حيث حوّلتني
جئتك من هناك بهذه الوقفات مع مقدمتك :
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
أن يصل الحال بأخينا تأبط رأياً – هداه الله وأصلحه – إلى التهويل والترهيب بمذاهب المعتزلة والأشاعرة وغيرها من المذاهب الضالة , فهذا مما يدعو إلى الغضب والابتسام في نفس الوقت !!
|
|
 |
|
 |
|
تظن هذا التحذير من عند تأبط رأيا ؟ لا , ليس كذلك , بل هو قول العلماء قبله !
قال القرطبي رحمه الله في ( المفهم ) عند قوله تعالى في الحديث القدسي : {{ أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن عبدي بي ما شاء }} : " فأمَّا ظن المغفرة والرحمة مع الإصرار على المعصية ، فذلك محض الجهل والغرة ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة "
أرأيت كيف قرر أن المرء يزيغ وهو لا يعلم ؛ لو سار خلف قوادح عقله دون فقه بالشريعة وفق منهج السلف ؟
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
ومن باب رد المثل بالمثل , يبدو أن أخانا تأبط رأياً يريدنا أن نكون كالرافضة الذين يتبعون أقوال علمائهم وسادتهم دون إعمال للعقل أو حتى اعتراض !!
|
|
 |
|
 |
|
وهل جاء كلام العلماء مخالفا للعقل ؟!
إعمال العقل في مسألة قبل استيفاء العلم الشرعي بها ضلال وجهل , حتى وإن أصبت .
واعتراض المرء على قول العلماء دون تحصيل العلم بالمسألة سفهه وإثم كبير.
وهاتان مسألتان تدركان من العقل بالضرورة , لا حاجة بهما إلى استدلال شرعي , فهما قاعدتان تجريان على المسائل الشرعية واالدنيوية على السواء.
فما دمت تطالب بالرجوع للعقل وبعدم تعطيله , فالعقل يدلّك على احترام تخصص العالم بأي مجال - شريعة كان أو طبا أو غيرهما - وعدم معارضته في أمر إلا بعلم .
وإلا فماذا أغنت عقول الناس عنهم دون أن يأتيهم الرسل بالعلم ؟
في يومك هذا انظر كيف لم تنفع عقول أهل أوروبا (( المتقدمة )) في إرشادهم إلى الدين الحق ! فالعقل دون علم الشريعة باطل بقود للضلال والزيغ لا محالة .
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
فهو كأنه يقول لنا : اسكتوا ولا تتكلموا , وعطـّلوا عقولكم ولا تناقشوا أو حتى تتساءلوا وتطرحوا الأسئلة والاستشكالات على أقوال العلماء !!!
|
|
 |
|
 |
|
أمّا طرح الأسئلة والاستشكالات فمرحبا بها تساق إلى العلماء ليبيّنوا الحق لك فيها
أمّا أن ننصب أنفسنا مفتين دون إلمام بما نتحدث عنه , وننازع العلماء علمهم ونخطئهم ونبتدع من أفكارنا فهما جديدا للدين ونحن نجهل الشريعة وعلومها فلا ثم لا , أسلم منه أن تتبع العلماء وتقلدهم وهذا يسعك عند الله ويقودك لرضاه حتى وإن اتبعتهم على خطئهم , من باب أنهم يجتهدون ويصيبون ويخطئون وليس للعامة مثلنا سوى الأخذ عنهم .
أما لو كان بك همّة العلماء لتطلب العلم ثم من بعد تقول هذا صواب وهذا خطأ , فنعم ما تصنع وأنت به من العلماء .
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
السلف مختلفون بمسألة عدد الكبائر , فمنهم من يراها سبعاً ومنهم من يراها تسعاً ومنهم من يراها أكثر من ذلك .
وعلى هذا نستطيع القول بأن من يحصرون عدد الكبائر بسبع أو تسع لا يرون أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .
|
|
 |
|
 |
|
لا , لا تستطيع قول هذا , لأن العلماء الذين اختلفوا في عدد الكبائر هم الذين يقولون بأن الصغيرة مع الإصرار كبيرة .
وليس استنباط آراءهم في مسألة يدرك بهذه الطريقة التي لا يسندها سوى الاتكاء على الأريكة أمام الشاشة , بل يدرك بتتبع كلام الواحد منهم في مضانه واستقرائه وجمع بعضه إلى بعض ومعرفة متقدمه ومتأخره
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
أما إن كنتَ تسأل عن سلفي في تفسيري لنص كلام ابن عباس رضي الله عنه , فأظن أن تفسيري يتوافق مع اللغة العربية ولا يتعارض معها . وإن كنتَ ترى أن تفسيري يتعارض مع اللغة , فوضح لي ذلك مشكوراً .
|
|
 |
|
 |
|
إذن لم تجد لك من سلف !
وهذا غيرغريب , فتفسيرك هذا مخالف للشرع وللعقل ولللغة أيضا !
ولتعلم فإن لك سلف بهذا القول لكنه سلف قد شذ برأيه وخالف العقل والشرع واللغة وإجماع العلماء على معنى العبارة .
وللتذكير فتفسيرك لقول ابن عباس – رضي الله عنهما – كان نصه أن قلت : " أنه لا ( وجود ) لكبيرة مع الاستغفار ولا ( وجود ) لصغيرة مع الإصرار ."
فبما أن العبارة مكونة من جملتين متعاطفتين بالواو , وأن تفسيرك هذا يؤكد توحد معنى الجملتين ؛ فعليه تلزم صحة اتفاقهما بالألفاظ مهما بدّلنا تركيب العبارة وغيرنا كلماتها
فلنا أن نقول : ( لا وجود لكبيرة حتى مع الاستغفار , ولا وجود لصغيرة حتى مع الإصرار )
فانظر خلل العبارة مع تفصيلها , فأنت عطفت ناقضا هو ( الإصرار ) على ( شرط ) هو الاستغفار, وهذا في اللغة لا يستقيم .
فإما أن نعطف شرطا على شرط كقولنا : ( لا رسوب مع الاجتهاد , ولا نجاح مع الإهمال ) فالاجتهاد شرط لعدم الرسوب , والإهمال شرط لعدم النجاح ) أو أن نعطف ناقضا على ناقض كقولنا : ( لا نجاح مع الاجتهاد , ولا رسوب مع الإهمال ) فالاجتهاد ناقض لعدم النجاح والإهمال ناقض لعدم الرسوب )
أما مخالفة كلامك للشرع فلأن ابن عباس وثلاثة آخرين من الصحابة قالوا العبارة وهم يعلمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتي منها : { ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون } ولورود اتفاق العلماء على تفسير العبارة بغير ما فسرت . وقبل هذا ورود أكثر من حديث عن رسول الله صلى اله عليه وسلم يبين أن الصغائر قد تهلك المسلم إذا اجتمعت عليه أو أصر عليها . وأنت تعلم أن المسلم يصلي لا يترك الصلاة , فلماذا ورد التحذير النبوي من الصغائر مادامت مغفورة مغفورة بالصلوات وغيرها , بل حذر منها من لا يتوقع تهاونه بالصلاة كعائشة بنت الصديق؟!
وأما مخالفته للعقل فلأنك جعلت المعصية الصغيرة يغفرها السيد حتى مع وجود الإصرار الذي هو انشراح الصدر لمعصية السيد والتهاون في عقابه وعدم الخوف من غضبه .
وبهذا يتبين بطلان قولك :
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
وهذا التوجيه يتوافق تماماً مع ما أقول بل وقبل ذلك مع الأحاديث النبوية .
فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .
وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله .
|
|
 |
|
 |
|
مع ما في كلامك السالف هذا من تخبط ظاهر إذ جعلت الكبيرة تبقى بسبب الإصرار , وكأنك تقول بأن معصية كقتل النفس التي حرم الله بغير حق تكفر بالصلوات وباقي المكفرات ما لم يكن القاتل مصرا , وهذا مخالف للكتاب والسنة , وهو يعض مذهب ( المرجئة )
والله يقول : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم . . . } فالشرط هو ألا نفعل الكبائر كما ترى , وليس أن نفعلها غيرمصرين عليها !
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
أنا لستُ عالماً مجتهداً , ولكني مسلم يحق له طرح رأيه وإن خالف رأي بعض العلماء .
فإن كنتَ تحرّم عليّ ذلك , فأخبرني بارك الله فيك ولا تنسَ أن تذكر لي الأدلة من القرآن أو السنة .
|
|
 |
|
 |
|
لا يحق لك طرح رأيك في مسائل الشرع وأنت تجهل ما ورد فيها من نصوص الشرع بكل تفاصيله من معنى وناسخ ومنسوخ ومطلق ومقيد إلى غير هذا , وهو أمر لا يمكنك معرفته إلا من العلماء .
.