والآن لنجيب على أسئلتك :
س1 : هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )
وما دليلك على ذلك من القرآن أو السنة ؟؟
ج – نعم , والدليل :
قوله صلى اله ليه وسلم : { وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
وقوله صلى لله عليه وسلم : { يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا }
وقوله صلى الله عليه وسلم : { لا تغتروا } بعدما ذكر البشارة بتكفير الوضوء والصلاة للصغائر .
وغير هذا من نصوص الشرع الحنيف .
س2 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها .. فهل تكفرها الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )
ج- لا لا يكفرها بالوعد الوارد , وإنما هي كالكبائر إلى مشيئة الله إن شاء كفّرها وإن شاء عذب بها , لا يُسأل عما يفعل ولا يَظلِم مثقال ذرة .
س3 : عندما يتكرر فعل الصغيرة من المسلم , فمتى تصبح هذه الصغيرة كبيرة برأيك ؟؟!
أرجو أن تذكر لنا الحد أو العدد الذي تصبح بعده الصغيرة كبيرة .
ج- لو كررها ترليون مرّة وفي كل مرة ينيب ويستشعر الخوف من الله والإشفاق من معصيته غير يائس من التوبة
, فهي تكفر بمشيئة الله بالصلوات الخمس وباقي المكفرات .
س4 : متى يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة إصراراً ؟؟!
وهل لذلك حد أو عدد معين أم أن مجرد عقد العزم على فعل الصغيرة - وإن كانت الأولى - يـُعد إصراراً ؟؟!!
ج- نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها
وليس لذلك حد معيّن
وليس مجرد العزم على فعل الصغيرة إصرارا .
وربطك استحالة الصغيرة كبيرة بالعدد هو أساس خطئك وسبب تخبطك , وقد نبهتك سابقا لهذا , فأنت تظن الإصرار يعني التكرار .
س5 : إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟!
هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!!
ج- كل صغيرة بحسب حال الفاعل وكل تكرار يعد معصية جيدة , ولو كانت الثانية .
س6 : إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فماذا تعتبر الإصرار على الكبيرة ؟؟ هل ستعتبر الإصرار على الكبيرة يحوّلها إلى كفر أو قريباً من ذلك أم ماذا ؟؟!!
ج- لا لا أعد الإصرار على الكبيرة كفرا , بل الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .
وإطلاق الكفر على صاحب الكبيرة مذهب الخوارج , إلا ماورد بنصوص الشرع تكفير فاعلها كترك الصلاة .
س7 : رجل صلى الظهر , ففعل بعدها صغيرة من الصغائر .. ثم صلى العصر والمغرب , ففعل نفس الصغيرة .. ثم جاءت صلاة الجمعة من الغد ففعل بعدها نفس الصغيرة ثم صلى العصر وبقية الصلوات الخمس لمدة يومين ففعل نفس الصغيرة .. فهل هذه الطاعات تكفر هذه الصغائر أم لا ؟؟!
ج- إذا كان مستشعرا الخوف من عاقبتها راجيا غفران اله لها خائفا غضب الرب منها فنعم , وإلا فلا لكونه مصرا على ما يفعل غير مكترث بجناب ربه , وكل هذا مردّه مشيئة الله .
س8 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها أي أنه مازال عازماً في قلبه على مقارفتها في المستقبل .. فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!!
الجواب هو إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو لا تلزمه .. فاختر ما تراه الصواب .
ج- بل تلزمه التوبة , فإن عاد فمعصية جديدة تتطلب توبة أخرى .
س9 : ما هو تفسيرك لنص كلام ابن عباس لغوياً , واذكر لنا سلفك ؟؟!!
تفسيري هو تفسير العلما بأن المراد أن الكبائر تغفر مع الاستغفار , والصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر .
س10 : من هم سلفك بحصر حديث مكفرات الذنوب فقط بالصغائر غير المصـَرّ عليها كما زعمتَ في المشاركة 88 .
ج- سلفي هو محمد صلى الله عليه وسلم , وقد ذكرت لك في جواب السؤال الأول تحذيره من الصغائر والإصرار عليها اغترارا بالمكفرات
ثم كل علمائنا , ومنهم مثلا النووي وابن حجر والقرطبي وابن كثير , وإن قلت , كل علمائنا فلم أعد الصواب , وإن شئت نماذج من كلامهم فسهل أن أملأ لك المنتدى حتى أترعه
وإليك نموذجا ناصعا من كلامهم :
في فيض القدير :
" وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة : أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته . الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزما . الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة " انتهى
وللحديث بقية أضرب فيها - إن شاء الله تعالى - نماذج مشرقة من تقريرات علمائنا للمسألة .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
|