آمين ، وأصلحك الله .
بالنسبة لنقطة تكفير الصغائر ، فأنا ذكرتُ لك أني لا أعلم أي أن نصوص الوعد تحت مشيئة الله عزوجل فمن يضمن لهذا الشخص بعينه أنها كفرت صغائره بفعله للطاعات وهل الطاعات قبلت منه أم لا ؟ فهل أنت تجزم بأن شخصاً بعينه عندما عمل الأعمال الصالحة قد كفرت صغائره ؟
هذا ما قلته أنا في رد سابق ولكن يبدوا لي أنك لا تفهم إلا بتوضيح كالتوضيح لطلاب الابتدائي .
وأما نقطة من يصر على كبيرة فهل الفاحشة غير الكبيرة أم أنها درجة من درجاتها ؟
وبالنسبة لما أسميته تحالفاً ، فنحن يهمنا بشكل أكبر النتيجة ، فالنتيجة أن تأبط رأيا وبرق1 والقصيمي يقولون بأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة كما هو قول ثلاثة من الصحابة وكما هو قول جمهور العلماء ، وأيضاً هؤلاء العلماء قد اختلفوا ببعض التفاصيل في هذه المسألة كما في مسألة تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة وكما في مسألة ضابط الإصرار وهذا لا يضر فالنتيجة واحدة ولله الحمد .
أما المتزن فيقول بأن الإصرار على الصغيرة لا يجعلها كبيرة ، وقد سبقه إلى ذلك بعض العلماء كالشوكاني ولكن للأسف فإن الشوكاني رحمه الله لم يطلع على الدليل القوي في المسألة وهو قول الصحابة ولذلك قال ( إن هذه المقولة لا صغيرة مع الإصرار من كلام بعض الصوفية ) فدل على أنه لم يطلع على أن هذا كلام الصحابة وهو معذور رحمه الله أما المتزن فقد تقلب بين عدة مراحل كما ذكر تأبط رأياً فالمرحلة الأولى أنه لا يعلم عن كلام ابن عباس والمرحلة الثانية أنه علم به وضعفه والمرحلة الثالثة أنه تراجع عن تضعيفه ولكنه قال بأنه اجتهاد من ابن عباس غير معصوم والمرحلة الرابعة أنه حرّف معنى هذا الأثر ، ولا ندري ماذا سيصل إليه في المرحلة الخامسة والسادسة ! !
فهل هذا إلا تمسكاً وتعصباً للرأي نسأل الله السلامة والعافية .
وبالنسبة لقول المتزن بأنه لن يعلق إلا بما هو في صلب الموضوع ، فماذا عن كلام تأبط رأيا عندما بين لك أنه يلزم من كلامك تصحيح بعض المذاهب المنحرفة لأن منهجك لا يعترف بفهم السلف ؛ وإنما بفهمك أنت لنصوص الشريعة وهذا بالضبط ما يسير عليه هؤلاء المبتدعة فهم يستدلون بالكتاب والسنة ولكن بفهمهم هم وينشأ من ذلك التحريف للنصوص لكي توافق أهوائهم ومناهجهم .
فهذا في صلب الموضوع مع ذلك لم تتطرق إليه في مناقشتك لتأبط رأيا .
وأقول : أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|