مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 27-09-2007, 05:53 AM   #13
مسك العلم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 12
(2)
وهم متوجهون لإحضار أثافي لشوائهم , وضحكاتهم مع غروب شمس باردة , ....انحدروا إلى "النقرة "التي تليهم فبحثوا واستداروا ولم يجدوا شيئا من "الطوب"
فقالوا إذن ليست هذه لعلها الثانية ثم بحثوا وبحثوا حتى في الرابعة وقد اظلم الليل وأحسوا بأنهم قد تأخروا على صاحبهم فاستداروا راجعين .
وقال الركب: يا رجل نرجع إلى أبي فهد " فالعيد يجوز بلا حناء" كما قاله الأولون .
قال السائق :آه نرجع إذن بخفي حنين , فضرب بسبابته عصا النور ليفرش الأرض ممتداً إلى الأعالي وهو يرمي بيده اليمنى على ذراع التعشيق ليزيد من قوة السيارة وليشعر صاحبه بالغضب الذي حل به.
قال الراكب لصاحبه : حتى لانضيع ونتأخر ارجع مع نفس جُرّتك السابقة وكأن الراكب أحس بأمرٍ ما ..
أو انه أحس بأنهم سيوبخون من قبل صاحبهم الذي تركوه عند متاعهم لأنهم تأخروا ولم يحضروا شيئا معهم.
قال السائق لصاحبه الراكب: لا نستطيع الرجوع مع نفس الجرة؟؟ فأمامنا جبال من الرمال ولابد من مسايستها ..وتغيير منحى الطريق
وبدأت الاجتهادات والتوقعات فيتجهون حيناً شمالا ثم يستديرون جنوبا وهم لايعلمون.
عرف الاثنين بأنهم ضائعون في صحراء متلاطمة فتارة يصعدون وتارة يهبطون بدء العرق والإجهاد والخوف يلعبان بهما
فقال الراكب :انظر الى ساعتك لقد تأخرنا على صاحبنا كثيرا لعلنا نقف فوق إحدى النفد العالية ونشعل الأنوار ونصوت له لعله يسمعنا أو لعلنا نسمعه يصوت لنا, ولكن السائق لم تعجبه هذه الفكرة بل أصر على البحث وغمز لصاحبه وقال:انا متأكد انه وراء هذا النفود إن شاء الله.
ولكنهم لم يجدوه ..الساعة تقترب من العاشرة ولم يفلحوا بالوصول إليه فقال السائق فعلا لعلنا نقف فوق هذا النفود ونطفئ المحرك ونترك الأنوار والفليشر ونصوت له.
ثم إنهم توقفوا وصوتوا وتحسسوا ولم يجدوا احدا يرد عليهم ..جلسوا هكذا إلى أن صارت الساعة الثانية عشرة ليلا.
فقال الراكب :لعلنا نستفيد مما بقي من الوقود ونتوجه إلى الطريق العام ونطلب العون من الله ومن ثم من الناس فلا يمكن أن نتركه هكذا أو نبقى هكذا.
انحدروا من نفودهم هذا, فإذا هم يشاهدون مخيما وحوله عدد من السيارات ففرحوا بذلك فرحا شديدا وكان هذا المخيم مظلما و أصحابه نائمين.
توقفوا أمام المخيم وصوتوا بالسلام مرارا.. فخرج إليهم شاب في متوسط العمر قد وضع طربوشا ولبس بنطالا وقميصا.., ثم تبعه خروج آخرين معه فتسالموا وكل فريق يرى بسمات الخوف على الآخر.
فقالوا تفضلوا :فقالوا جزاكم الله خيرا وانما جئنا نطلب منكم المساعدة.
واخبروهم الخبر بضياع صاحبهم فحك كل واحد منهم رأسه يبحث عن حل لهم ولكن نادوا صاحبا لهم لم يستيقظ داخل الخيمة واخبروه الخبر

فهو حكيمهم وهو كذلك وله رأي مجرب وهكذا الناس فلقد فضل الله بعضهم على بعض.
قال هذاالرجل بعد أن احتار كثيرا :إن شاء الله سنجد صاحبكم قبل الفجر ويقولها بنبرة الواثق المتأكد.
أمرهم بان يتركوا سيارتهم فوق المخيم مباشرة , وأنوارها مشعلة وكذلك الفليشر واخرج من خيمتهم جهازا لتحديد المواقع وجعل من المخيم نقطة الاستدارة أي انه سيدور على هذا المخيم كما يدور الفرجار ليرسم دائرة

كانت كل دائرة تبعد عن الأخرى خمسمائة متر ثم تتوسع كيلو متر واحد ثم تتوسع فتتوسع إلى أن وصلوا للدائرة العشرون أي بعد عشرة كيلو مترات
وحينها كانت المفاجأة وهم ينزلون من ذلك النفود ويقع النور على صاحبهم فقالوا بنرة الفرح والنعمة :الحمد لله هذا هو
انتبه صاحبهم وهو مذعور فالصوت صوت سيارة ولكنها ليست سيارتهم وما شعر إلا بأصحابه يصوتون له :ابافهد ابا فهد وهم يعتذرون ويقبلون رأسه ويعانقونه ويقولون له هذا قدر الله..ثم يلتف ويشاهد اللحم فوق الحافظة قد امتلئ تراباً( ففسد من طول الانتظار).
مسك العلم غير متصل