..
::: عناصر متعلقة بالموضوع :::
أولا : الشيخ سلمان - وفقه الله - يؤمن كغيره بالضرورة الملحة ، و التخلف الملحوظ في جانب الظهور في الوسائل الإعلامية ، فالأمر لم يعد كمالياً كما كان في السابق ، و إنما الآن لا بد من المزاحمة و المشاركة ، و الاقتحام ، و إن بدا الضعف في أول الأمر .
ثانيا : بما أن الشيخ سلمان هو من الأوائل في السبق لهذا المجال ، كان من الطبيعي جداً أن تحدث بعض الأخطاء التي لا بد من تلافيها بعد ذلك من قبل اللاحقين الذين يريدون تكرار التجربة ذاتها ، بل لا يحسن أن يوقف على تلافي الأخطاء فحسب ، و إنما لا بد من استجلاب الأفكار الجديدة و الإبداع في ذلك ، نافلةً و زيادةً على تجاوز الأخطاء .
ثالثا : تشبعت قنواتنا العربية بشخصيات تحسب في التيار الإسلامي ، لكنها على الرغم من هذا لا تزال توقع الناس في متاهات إما بسبب قلة العلم ، أو بسبب شهوةٍ في النفس ، و حبٍ للشهرة ، و لكن إذا تهرب الأكفاء عن هذه الضرورة فسوف يخلو الجو لمهازيل العقول و أرقاء الاعتقاد و أحياناً ( المبتدعة ) لينشروا معتقداتهم ، و يتناولوا عقول المشاهدين ، و ينتزعوا الثقة من أعلام أهل السنة الصادقين ، للتحول إليهم ، و يصبحون رموزاً للإسلام ، و هذا حاصل ، كما هو الحال مع بعض الأخوة الإماراتيين و الصوفي الخبيث ( الجفري ) الذي بدا مرجعا دينياً عندهم ، و هنا تحدث الكارثة ، حينما يتمكن ضالٌ مبتدع و يخلو له الجو ، و تفتح له العقول .
رابعاً : الشيخ سلمان قد اقتحم الباب ، و لاقى ما لاقاه من قبل البعض الذين يرون وجهةً أخرى في قضية الظهور في القنوات - و لهم في هذا مسوغ شرعي معتبر - و مصالح قد رويعت شرعاً ، و لكن العيب كل العيب أن تلغى أدلةٌ معتبر و يسفهَ أصحابها و يرمون بالتحجر و الانغلاق و ما إلى ذلك ، و في المقابل لا يسوغ أن يرمى من يرى هذا الخروج في القنوات بأدلةٍ و مصالح معتبرة شرعاً بالانسلاخ و التفتح ( المذموم ) و اتباع الهوى و نحو ذلك ، و كلا الفريقان موجود و للأسف . لك أن تنتصر لما تُريد في هذه القضية ، و لكن حذار أن تقع في أشخاص ، و دع ذلك جانباً و اهتم بمناقشة و طرح الفكرة ، لأن الأفكار لا تموت بموت أصحابها ، و أما الأشخاص فمع موتهم ينتهون . و تبقى أفكارهم فناقشها .
خامساً : بالنسبة لما قاله الأخ : الجني العبد : لايمكنني إطلاق الحكم على التجربة ... ( بمنظار واحد ) ..
بأني مشاهد فقط ...
فهذا هو الأسلم ، فقد يتوصل المشاهد إلى نتيجة مغايرة تماماً لما يتوصل إليه المُلقى أو مقدم البرنامج و مُعدّه - سواء كان الشيخ سلمان أو غيره - و لهذا فإن الإنسان الذي لا يمتلك المعطيات الكاملة ، و النظرة الشاملة التي تُمكنه من التفحص بدقة و شمولية ، فإن السكوت أولى له ، و هذا لا يعني عدم تقليد من يمتلكون ما سبق من معطيات - كما ذكرتُ آنفاً -
أشكر صاحب هذا الموضوع و أسأل الله التوفيق للجميع .