 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها برق1 |
 |
|
|
|
|
|
|
وهذا عمر بن عبد العزيز يقول بأن الصغائر مع الإصرار ((( مهلكات )) وهل يهلك المرء إلا ذنب لم يغفر له , ولم تكفره المكفرات ؟!
|
|
 |
|
 |
|
بارك الله فيك .
لعلنا نستفيد منك قليلاً ونشارك معك ، أقول بل كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما في عدة أحاديث يدل على ما تتحدث عنه ومن ذلك :
1 / بوب البخاري رحمه الله قال ( باب ما يتقى من محقرات الذنوب ) ثم ذكر قول أنس رضي الله عنه : ( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ) قال الحافظ في شرحه على قوله ( أدق ) قال : أي تعملون أعمالاً تحسبونها هينة وهي عظيمة أو تؤول إلى العظم . انتهى وركز على قوله ( تؤول ) أي أنها تتحول إلى أكبر من الصغيرة بل نقل الحافظ في شرحه لهذا الحديث قول ابن بطال السابق ذكره : ( المحقرات إذا كثرت صارت كباراً مع الإصرار ) فهذا الدليل يضاف إلى الأدلة السابق ذكرها في هذه المسألة .
2 / حديث سهل في المسند وغيره وحسنه الحافظ مرفوعاً ( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضج خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه ) فكيف نجمع بين القول أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر وبين هذا الحديث وفيه ( تهلكه ) ؟ فلا بد من القول بأن هذا المقصود به الإصرار ، فالمنهج السليم هو الجمع بين الأحاديث الصحيحة لا أن نأخذ حديثاً ونترك الآخر ، بل طريقة العلماء أن يجمعوا بين هذه الأحاديث وهذا يسير لمن تجرد للحق ولله الحمد .
3 / كذلك ما ذكرته أخي برق1 وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد صححه ابن حبان ( يا عائشة إياكِ ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً )
4 / في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلوا قلبه وهو الران الذي ذكر الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قال الترمذي حديث حسن صحيح .
يا إخوة : ركزوا على هذا الحديث جيداً ففيه دلالة على مسألتنا حتى لو لم تكن صريحة والشاهد ( زيد فيها حتى تعلوا قلبه ) .
هذه بعض الأدلة من باب الفائدة لمن يقرأ الموضوع ، وبالمناسبة فالعلماء في شروحهم على هذه الأحاديث التي ذكرناها يتطرقون أو يستدلون بها على مسألة ( الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ) كما في شرح ابن بطال والفتح وفيض القدير وغيرها ، ففهم أولئك العلماء لهذه الأحاديث أولى من فهم من اعترف بأنه ليس عالماً ولا مجتهداً ، فلا بد عندئذ أن يكون فهمه لنصوص الشريعة قاصراً ولا بد أن يكون قليل العلم بمقاصد الشريعة واستقراء النصوص ، فهذه لا تكون إلا لمن تبحر وترسخ في العلم والقراءة والإطلاع في نصوص الشريعة وأقوال العلماء والسلف ، فمن خالف فهمه فهم أولئك الجبال فليتهم فهمه أولاً وليرجع إلى فهمهم للنصوص فهم أولى وأحرى بالحق ومعرفة النصوص والمقاصد منه والله أعلم .
وأما مسألة الإجماع ، فلا بد أن تجمع الامة كلها وليس مقصوراً على المذاهب الاربعة بل كل الأمة والإجماع القطعي يصعب جداً تحققه والله أعلم .
أما قول المذاهب الأربعة فهو يعتبر قول الجمهور أو عامة العلماء أو اتفاق العلماء ونحوها من العبارات ولا يشترط أن يكون إجماعاً ، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن اتفاق المذاهب الأربعة حجة وانظر روضة الناظر وغيره من كتب الأصول ، وقد ذهب الحافظ ابن رجب في رسالة له إلى عدم جواز الخروج عن اتفاق المذاهب الأربعة .
وقل أن تجد من العلماء الكبار أن يخالف المذاهب الأربعة أو يخرج عن أقوالهم إلا أن يكون رواية في المذهب ونحو ذلك أو يكون يجمع بين أقوالهم أما الخروج عن أقوالهم فهو نادر جداً من العلماء والله أعلم .