الكتابة أولها كلفة وآخرها ألفة.. كما هي القراءة، لا يلزم -لتكتب لا لتكون كاتبًا رائعًا- سوى أن تمرّ باللحظة التي مررت بها هنا، كما قلت: (هكذا.. أنتشي بعزف الحروف على الكيبورد الأسود المُسجى أمامي! وربما أنني في نفس الوقت.. أشعرُ بحاجة لـ شويّة فضفضه!) ما إن تبدأ بالعزف حتى تعلم سخف موقفك السابق، وهو تأخرك عن العزف به، كما هي مذاكرة الكتب -مع صعوبتها-، وكما هي لحظة القيام لصلاة الفجر، بين الأحلام النظرية والحقيقة لحظة فاصلة -كما يعبر عنها العلامة سلمان العودة-، لحظة فاصلة تجعلك تمسك الكتاب لتذاكر، ولحظة فاصلة تقضي على نداء (نم) لتلبي نداء (قم) لصلاة الفجر، ولحظة فاصلة -أخي- بين شعور الجفوة عن الكتابة وبين الانطلاق عبر القلم أو لوحة المفاتيح.
الغريب أنني لأول مرّة أقف على شخص يقول عن نفسه: (أتمنى – يوماً - لو كنتُ مثلهم .. أكتبُ متى ما أردتُ وأحببت ! ثمّة هُموم ومشاعر وأحاسيس وخواطر .. تعتلج في صدري وتجيشُ في نفسي .. و تكادُ تنفجر في داخلي .. أريدُ أن أبوحَ بها للناس .. وأفضفضُ بها عن رُوحي الـ ع ـطشى) ياخوي حرام عليك، أخوك في الله قتله الجفاف في صدره ونفسه -منذ أشهر- وهو ثرثار كتابة -وأمثالي كثر-، وأنت كل هالبلاوي في نفسك ولم تكتب إلا الشكوى؟!