الدعوة واحدة ..الدعاة مختلفون !!
السؤال الأول :
_ في زمننا الحاضر ومع تعدد وسائل الإعلام والإتصال وتنوعها أصبحنا نرى العلماء وطلاب العلم بشكل أكثر من السابق، وعند ما نستمع إليهم نجد أن لكل واحد منهم رأي مختلف عن الآخر"بإستثناء أمور العقيدة"هذا يحلل والآخر يحرم وكل لديه دليله وحجته!!
مما يولد لدي الشك وعدم الثقة في طرح بعضهم وأحكامه حتى وإن كان ذا منزلة رفيعة جداً..سؤالي لفضيلتكم..
_في هذه المرحلة هل أنا قادرة على أن أستفتي قلبي ويكون هو الحَكم،ومتى أعرف أن حكمه صحيح وغير تابع لهوى نفسي ؟؟
الإجابة :
_ اختلاف الفقهاء، والمفتين أمر طبعي ولا بد منه ولا سبيل إلى دفعه والقضاء عليه، ولذا علينا أن نتكيف مع هذا الاختلاف، ونتعامل معه بأريحية وهدوء، خاصة وأنه يتعلق بالفروع والجزئيات والاجتهاديات .
مشكلتنا أننا منهمكون وغارقون في الجزئيات ، وهي تحجبنا عما هو أهم وأجدى ، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .
نعم ، لا نهمل التفصيلات، لكن لا نجعلها في المقدمة ولا نسمح لها أن تحكم تفكيرنا ونظرنا وعلاقاتنا ورؤيتنا للحاضر والمستقبل ، وهذا فقه عظيم تغافل عنه الكثيرون ، أسميه "فقه التوازنات" أو "فقه المقادير" فآت كل ذي حقه .
أما استفتاء القلب فهو يكون في المسائل التي تتوقف على معرفة قصد المكلف، فإن كان قصده حسناً فلا حرج وإلا فلا ، أو المسائل التي يتوقف الحكم فيها على مدى الضرر الذي يلحق بالمرء بسببها ، فربما كان الأمر حلالاً لهذا حراماً على ذاك بحسب النية والقصد، أو بحسب الأثر .
ومن أمثلة ذلك النظر، وهو مما يجري فيه الأحكام الخمسة كما فصّله ابن القطان في كتاب "النظر في أحكام النظر" وغيره من أهل العلم .
السؤال الثاني :
_ نلــحظ اليوم كثـــــرة الدعاة والداعيـــات إلى الله عزوجل ونكاد نجدهم في كل مكان وهذه نعمـــــة من الله وفضل كبير, لكن كثيرا ما يحدث أخـــطاءغير مقصـــودة من بعضهم مما يسيئ إلى البقية بشكل عام , ســـــؤالي لحضـــرتكم ..
1_مـــارأيك في "ظـــاهرة"العــــشوائية في الدعــــوة, بمعنـــى... أليســــت الدعـــــــوة بحاجــــة إلى تقنــــين ؟
الإجابة :
- الدعوة ليست بحاجة إلى تقنين، ولكنها بحاجة إلى تربية ، بحيث يعرف الإنسان قدره ولا يتجاوزه ، وفي الوقت ذاته لا يحتقر نفسه ولا يزدريها
السؤال الثالث :
_ هل هناك فرق بين الدعوة أيام الحبيب صلى الله عليه وسلم والآن؟
الإجابة :
_ هناك فرق، فالدعوة هي تقريب الناس إلى دينهم، وهي جهد إنساني يتأثر بالظروف المحيطة، من غنى وفقر وقوة وضعف وعلم وجهل وصحة ومرض إلى غير ذلك من العوارض البشرية.
السؤال الرابع :
_ هل هناك دعاة على حق ودعاة على باطل وكيف نفرق بينهما؟
الإجابة :
_ ذكر الله في كتابه عن آل فرعون: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار)(القصص: من الآية41) ، وذكر النبي عليه السلام الدعاة على أبواب جهنم.
أما كيف تعرف فيكون ذلك بالرد إلى الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة الثابتة، ويجب مع ذلك الحذر من نبز الناس أو رميهم بما ليس فيهم بسبب الاختلاف في الجزئيات والفروع التفصيلية.
السؤال الخامس :
_ بالرغم من أن ديننا دين الوسط نجد من هم متشددين على رأي واحد غير قابل للنقاش وهم دعاة كبار وهناك من يثقوا بآرائهم ويمشون ورائهم دون تفكير فكيف لهم أن يكونوا بهذا العنف الفكري وديننا أخبرنا بإنه دين الوسط؟
الإجابة :
_ ديننا وسط، ومن الوسط أن نعتدل مع الغلاة أو أهل التطرف أو التفريط، فلا نوافقهم على غلوِّهم أو تشددهم، وفي الوقت ذاته لا نُخرجهم من الدين أو نُكفرهم كما يقع لبعض المتحدثين، بل يجب علينا العدل مع البر والفاجر والمؤمن والكافر والله المستعان.
السؤال السادس :
_هل لنا أن نعلم ماهي نظرتك لدعاة المستقبل؟
الإجابة :
_ إنني متفائل من المستقبل، فالفرص كبيرة وكثيرة، والناس تستمع وتتقبل، والتجارب المتنوعة تصقل الدعاة وتهذبهم، وإن كنا نعلم يقيناً أنه سيظل هناك اختلاف وسلبيات وأخطاء لكن الشيء المهم هو أن تكون الغلبة لخط الاعتدال والوسط والتوازن.
السؤال السابع :
_ برأيي، أن الداعية ورجل الدين يجب أن يكون بعيد تماماً عن ضغط الحكومة وأن يأمن على نفسه ولا يتعرض لأي تعذيب أو سجن وإعتقال لأنه خليفة الله على الأرض ويكون بمقام النبي في تبليغ الناس الحق ، كيف يواجهه الشيخ/ سلمان العودة هذه الضغوط وكيف يتعامل معها ؟
الإجابة :
_ يستطيع الداعية أن يمتنع على الضغوط من خلال أسلوبه في التعامل وترفّعه عن الدنيا والمال، إلا من كسبه وكده، وصفاء نيته وقصده ووضوح طريقته ومنهجه مع الخاص والعام والقريب والبعيد.
مع أن الابتلاء محنة وسنة وقد وقع للأنبياء والصالحين والأئمة والعلماء، وعلى الإنسان الصبر والاحتساب والتسامح.
السؤال الثامن :
_ ما هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الفتوى،وهل تتغير الفتوى بتغير المكان والزمان ، وبما تتأثر ؟
الإجابة :
_ الفتوى تقوم على معرفة الشريعة ومعرفة الواقعة المسؤول عنها، وهي تتغير بحسب السؤال والظرف والزمان والمكان على التفصيل الذي ذكره أهل العلم، وهذه الجملة قد يفهمها بعض الناس خطأً فيظنون أن الشريعة تتغير، وليس كذلك، فالفتوى هي استنباط حكم موافق لمسألة واقعة نازلة، فيؤثر فيها العرف والظرف والدافع وغير ذلك من الأمور المحيطة.
وأخيرا :
_نصيحة تقدمها للمرأة الداعية .
الإجابة :
[COLOR="Navy"]_ أنصح الأخوات بالأخلاق وحسن العلاقة والابتسامة وعدم التعجل وألا تكثر الأخت العتاب والنقد والتوبيخ فالنفوس تمل، والناس بحاجة إلى من يفهمهم قبل أن ينصحهم، فالصبر أساس للدعوة.[/COLOR]
__________________
.
توسد عناكَ فلا شيءَ يُطفئُ نار الغريبِ سوى أنْ ينامْ , ويَلقى الأحبةَ بين البياضِ وبين السوادِ
رؤىً من هُلامْ
فعندَ المنامِ
يُصافحُ أرضَاً تَغَرَّبَ عنْها
ويُلقي على الغائبينَ السلامْ .!
العابرة ..رحمة الله عليك تترى ~
آخر من قام بالتعديل خيالة المذنب; بتاريخ 29-09-2007 الساعة 08:10 AM.
|