مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 29-09-2007, 08:14 AM   #7
خيالة المذنب
عـضـو
 
صورة خيالة المذنب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 774



فقـــــــــه الخــلاف وأدب الإختلاف



السؤال الأول :

_ تدور في الأوساط الثقافية والإعلامية اليوم، ومنذ الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، حملة مركزة تستهدف التوجه السلفي الذي حظي بإنتشار واسع تعدى حدوده الجغرافية في الجزيرة العربية منذ منتصف القرن العشرين الميلادي، وتتنوع مظاهر هذه الحملة بين الإعتدال والتطرف، والحوار والإقصاء، والإصلاح والنبذ.
والسؤال هو:
بحكم موقع فضيلتكم المعتدل والرائد من التيار السلفي، فهل تعتقدون- وبعيدا عن الدبلوماسية- أنه من الممكن التفاؤل بتأسيس حركة مراجعة شاملة لأصول العقل السلفي، وأعني هنا الأصول العقائدية والتشريعية معا، بما يضمن لبقية المسلمين الإطمئنان إلى عودة إخوانهم السلفيين إلى ساحة الحوار المتكافئ، وطي صفحة الخلاف الذي كانت له تداعيات سيئة للغاية على وحدة المسلمين وصورتهم أمام الآخر؟


الإجابة :

_ التيارات السلفية جزء من جسد الأمة تحتاج إلى تجديد كما تحتاج الأمة ذاتها إلى التجديد، وقد أصبحت هذه التيارات عرضة لاستهداف أمريكي مدعوماً من قبل بعض التيارات الكارهة للسلفية، وحقيقة فأنا أربأ بكل مؤمن ومسلم مهما كان موقفه أن يتأول في وضع يده في يد القوى الغازية لمحاربة تيارات تشترك معه في أصل الانتساب، ولكنها تخالفه في بعض المفاهيم والقناعات.
وفي الوقت ذاته أعتقد أن التيارات السلفية قادرة على المشاركة في مهمة التجديد ليس فقط لبرامجها وأساليبها ومفاهيمها الخاصة، بل لمشروع الأمة كلها، لئلا يصدق علينا قول ربنا: (وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ).

السؤال الثاني :

_ ما هو الأسلوب الأمثل لمحاورة الآخرين ؟

الإجابة :

_ أسلوب الحوار هو الهدوء والاستماع وعدم تفريع المسائل والتزام الآداب الشرعية، ولدي دورة في أساليب الحوار يمكن الرجوع إليه .


السؤال الثالث :

أرى بأن الشيخ سلمان وفقه الله بدأ في طرح مايخالف الفكرالمعروف في نجد ، الذي كنا معتادين عليه ، ومثال ذلك مقالكم ( بين الولاء الإسلامي والفطري ) وكان هناك ردة فعل من طلاب العلم ، ورد عليك بعضهم كالشيخ عبدالعزيز العبداللطيف ، فهل الشيخ قادم بفكر يخالف ماعليه أهل وعلماء نجد ويخالف مادرسه بين شيوخه ، وهل سيكون لك تعقيب على من ردوا عليك في هذا الموضوع ( بين الولاء الإسلامي والفطري ) للتوضيح أكثر لفكرتك ؟

الإجابة :

- من المنافسة ينبثق النور، وفي المجتمع عادات كثيرة مخالفة للشريعة، أو مخالفة للمصلحة، أو تقتضي التحولات التخلي عنها لأنها ليست من الدين أو الثوابت والحوار حولها بين الآباء والأبناء والبنات، أو بين المدرسين والطلاب أو بين الدعاة وجمهورهم ليس عقوقاً ولا عيباً، بل هو جزء من المسؤولية.

السؤال الرابع :

_ المتابع للساحة العلمية عندنا في نجد يجد الضعف في مسألة مهمة ، ألا وهي فقه الخلاف مع المخالفين ، فكيف نربي أنفسنا على هذا الفقه والمنهج المهم في حياة طالب العلم ، وأتمنى أن نرى كتاب للشيخ في هذا الموضوع المهم ؟

الإجابة :

_ فقه الاختلاف ضرورة ، والنقص فيه قائم ليس في نجد فحسب، بل في معظم المدارس الفقهية في العالم الإسلامي، هناك ضيق وتبرّم بالخلاف، ونجد وإن كنا نقول بألسنتنا إن الخلاف لا يفسد للود قضية إلا أن التطبيقات العملية تدل على أنه يهدم الود بيننا هدماً ويحولنا إلى خصوم وأعداء.

السؤال الخامس :

_ لك محاضرة قديمة بعنوان (حوار هادئ مع الغزالي ) فهل لازلت مخالفاً له في الافكار ، أم تراجعت عن ما خالفته فيه مع مرور الزمن ؟

الإجابة :
_
كلنا تحت دائرة النقد، والبشر يخطئون ويصيبون، والمشكلة المزمنة هي التعصب لمذهب أو شخص، أو التعصب ضد مذهب أو شخص، ولو أن الناس حاولوا أن يتجردوا لله ويبتعدوا عن الأهواء والحزبيات ويلتزموا الهدوء والاعتدال والإنصاف لانتهت الكثير من المشكلات.
وهؤلاء الأئمة الذين ذكرت وغيرهم هم أئمة خير وبر وهدى، لهم قدر وجلالة، وكان بعضهم يرد على بعض، ويردون على من هو أفضل منهم، ويرد عليهم من هو دونهم رضي الله عن الأئمة والعلماء أجمعين وهدانا صراطهم المستقيم.


السؤال السادس :

بكل صراحة ماهو موقفك من كتابي الشيخ عبدالله الجديع (الموسيقى والغناء في ميزان الشريعة ) و (حلق اللحية ) ، هل ماتوصل إليه من الحكم صحيح بعد بحثة ، وخاصة كانت صدمة أن يخرج هذا الحكم من رجل سلفي ، والمعروف عنهم التشدد في هذه المسائل ؟


الإجابة :

_ كتب الشيخ عبد الله الجديع المسئول عنها توصل فيها إلى نتائج وقناعات لا نتفق معه عليها، ولكن لا نرى أن هذه من مسائل الولاء والبراء، ولا أنها مدعاة للوقوع في عرضه أو سوء الظن به ، فهو بحث وتحرّى واجتهد ، وأرجو أن يكون مأجوراً، والاجتهاد ليس معصوماً ، وأسأل الله أن يغفر لي وله ولجميع المسلمين.
__________________
.
توسد عناكَ فلا شيءَ يُطفئُ نار الغريبِ سوى أنْ ينامْ , ويَلقى الأحبةَ بين البياضِ وبين السوادِ
رؤىً من هُلامْ
فعندَ المنامِ
يُصافحُ أرضَاً تَغَرَّبَ عنْها
ويُلقي على الغائبينَ السلامْ .!


العابرة ..رحمة الله عليك تترى ~
خيالة المذنب غير متصل