مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-10-2007, 03:37 PM   #186
المتزن
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبو عمر القصيمي
أخي المتزن :
يبدوا لي أنك لم تفهم المسألة جيداً وهي المسألة الثانية ( الإصرار على الذنب مطلقاً ) ولذلك تظن أننا نخلط بين المسألتين وليس كذلك .
فكوننا نقول بأن الإصرار على الذنب أي ذنب يعتبر كبيرة لثبوت الوعيد به ولأن هذا قول الصحابة فقد قال أبو طالب المكي في حد الكبيرة : ( جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة فى القلب وهى الشرك بالله والإصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله وأربعة فى اللسان وهى شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر وثلاثة فى البطن شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنتان فى الفرج وهما الزنا واللواط واثنان فى اليدين وهما القتل والسرقة وواحدة فى الرجلين وهى الفرار من الزحف وواحدة تتعلق بجميع الجسد وهى عقوق الوالدين )
وبما أني ذكرتُ مثالاً وهو شرب الدخان فسأوضح المسألة على هذا المثال :
فنحن نعلم أن شرب الدخان صغيرة من الصغائر فلو أن إنساناً شرب الدخان دون إصرار فإن الأعمال الصالحة تكفر هذه الصغيرة إن شاء الله .
ولكن الإصرار على شرب الدخان هذا كبيرة من الكبائر لما تقدم ، فإن هذا الشخص المصر على شرب الدخان قد ارتكب كبيرة وهي الإصرار على المعصية فكيف تكفر عنه المعصية وهو قد أصر عليها فكانت معصيته في حكم الكبيرة بسبب الإصرار .
أي أن الدخان نفسه صغيرة ، ولكن عندما أصر على الدخان تحولت هذه المعصية إلى حكم الكبيرة بسبب هذا الإصرار ، فالإصرار ليس مستقلاً وحده وإنما لا بد من إجتماع الأمرين ( الذنب والإصرار ) فالذنب وحده صغيرة والإصرار وحده لا يتأتى فإصرار على ماذا ؟ لا بد أن نقول بأن الإصرار يؤثر على هذا الذنب فالإصرار لا يقوم بنفسه فلا بد أن يدخل بأمر وهو في مسألتنا ( الصغيرة ) ثم يكون الحكم وهو الكبيرة .
أتمنى أن يكون كلامي واضحاً لا إشكال فيه .
وبعبارة أخرى وقد قلتُ ذلك في رد سابق : أي أن الصغيرة نفسها ( شرب الدخان ) ليست كبيرة ولكن تكون في حكم الكبيرة عندما ينضم إليها الإصرار . أي : لا نقول بأن شرب الدخان كبيرة ولكن نقول شرب الدخان بحكم الكبيرة بسبب الإصرار الذي انضم إلى الصغيرة .
وأعتقد أنه لا فرق عندما نقول بأن الصغيرة أصبحت كبيرة أو نقول أصبحت بحكم الكبيرة فالثاني توضيح للأول وأنت تريد أن نقول بالثاني ولا نقول بالأول والنتيجة بين الاول والثاني واحدة وهي أن هذا الشخص قد ارتكب كبيرة وهذه الكبيرة التي ارتكبها سببها هذه الصغيرة عندما أصر عليها ، أي أن أصل وقوعه في الكبيرة كان سابقاً صغيرة ولكن بعد الإصرار يكون كبيرة والذنب واحد وهو ( شرب الدخان ) فبدون الإصرار يكون هذا الشخص مرتكباً لصغيرة ومع الإصرار يكون الشخص مرتكباً لكبيرة وهذا واضح والله أعلم .

أرجو ألا نرجع إلى المربع الأول يا أبا عمر

سبق وأن ختمتُ واختصرتُ خلافنا بما يلي :

أنا أقول :

صغيرة + إصرار = 2

وأنت تقول :

صغيرة + إصرار = 1


والآن أنت تقول بأن الإصرار على المعصية - أياً كان نوعها - هو بحد ذاته كبيرة .. ولكن استشكالك في تعلق الإصرار بالذنب .

ولتقريب الصورة أعطيك هذا المثال :

النظر إلى النساء صغيرة .. لكن لو أدى النظر إلى النساء إلى الزنى ( الذي هو كبيرة ) , فهل نقول إن النظر إلى النساء أصبح كبيرة لتعلق الزنى به ؟؟!!

أعتقد أنك لا تقول بذلك .

إذن :

بما أنك تعتبر الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) ذنباً مستقلاً وتراه بحد ذاته كبيرة , فلماذا لا تظل على هذا الفصل والتمييز بين ذنب الصغيرة وذنب الإصرار عليها لئلا تقع في اللوازم ؟؟!


وتقبل تحياتي 00
المتزن
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!



المتزن غير متصل