[أبونادر]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها أبوس لا يحسبنَ فضيلة المشهور أنا عاجزونَ عن بيانِ ضلال فهمِه ، وفسادِ رأيِه ؛ ولكنا أردنا أن نتخذه لهوًا ، وأن نخاطبَه بالكلامِ الذي هو أهلُه . ولو شئنا الردَّ لبيّنّا بطلانَ قولِه من وجوهٍ : الأول : إثباتُ أنه غيرُ أهلٍ للحِوار من حيثُ عقلُه ، وعلمُه ، وغرضُه وغيرُ ذلك . ومتى أثبتنا ذلك لم يسُغْ لنا محاورتُه ، كما هو هو مذكورٌ في شروط المناظرةِ . الثاني : إبطالُ العلةِ المدعاةِ ؛ وهي مخالفةُ العقلِ ، وبيانُ أن عقلَه أصلاً فاسدٌ من وجوهٍ ؛ فلا يُعتدّ بهِ ، وبيانُ أنه لا يستطيعُ أن يثبتَ وجهَ مخالفتِه العقلَ ، فضلاً أن يستدلَّ عن ذلك ، وأنه لم يفهم مرادَ معاذٍ . الثالث : إثباتُ وجودِ العلةِ المدعاةِ في نصوصٍ كثيرةٍ من القرآنِ والسنةِ ، وانتفاءِ الحُكمِ . وقد ذكرَ بعضَها الإخوانُ . وأنه إذا انتفى الحكمِ بطلتِ العلةُ ؛ إذ من شروطِ صحتِها الدورانُ ( الطرد والعكس ) . وهذا معلوم في المنطق ، وأصول الفقه ، وأصول النحو . الرابع : بيانُ تعارضِ المقتضي والمانع في علتِه المزعومةِ . وأنه متى تعارضا قُدِّمَ المانعُ . وإذا قُدّم فسدت علتُه . كنا قادرينَ أن نفصّل في ذلك تفصيلاً ؛ ولكنا اخترنا الإعراضَ ؛ ( إذ كانَ أهونَ علينا وعلى الحقيقةِ من أن نتعبَ فيه تعبًا ، أو نصنعَ فيه بيانًا ) [ الرافعي في كتابه على السفود ] . فأرجو أن يعلمَ الإخوةُ لأيّ شيء أعرضنا عنه ؛ أفرأيتَ لو أن رجلاً شتمَك بكلّ قبيحٍ من القولِ ، أكنتَ تحاورُه بعلمٍ لتبينَ له خطأ رأيِه فيك ! فكذلك هذا الكاذبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلمَ ؛ لا ينبغي أن يحاورَ ، لأن محاورتَه إقرارٌ بأن لرأيِه وجهًا . ثم إنه جاهلٌ ؛ والجاهلَ لا يحاورُ ؛ إنما يعلَّم ويُرشَدُ . وقد فعلنا هذا معه فاستكبرَ عن الحقّ ، وعن الإذعانِ له . أفلم ترَ كيفَ ردّ الله تعالى قولَ اليهودِ : (( يدُ اللهِ مغلولة )) بقوله : (( غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاءُ )) فلعنهم ، وردّ عليهم بإثبات نقيض قولهم ، لأنهم أقلّ من أن يحاوروا ، وأقل من أن يسأل عما لديهم من الحجةِ . رحمَ الله امرأ عرفَ قدرَ نفسِه . أبوس

ويكفي من فوائد موضوعك يافضيلة المشهور الكبير هذه المقطوعة الأدبية



لله أنت أستاذنا الفاضل أبوس