 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها المتزن |
 |
|
|
|
|
|
|
نأتي الآن إلى محاولتك استغفال القارئ في تعقيبك في المشاركة 197 .
فأنت في هذه المشاركة حاولتَ أن توهم القارئ , وكأننا كنا نتحدث عن رأي ابن حجر في مسألة معنى الإصرار والمؤاخذة عليه !!
بينما نحن نتحاور في فهمك أنت لمعنى الإصرار والمؤاخذة عليه .
ففي المشاركة 194 ( وهو تعليقك الذي يسبق مباشرةً تعليقك في المشاركة 197 ) قلتَ بالنص :
تأمل كلامك الملون باللون الأزرق أعلاه , ثم أثبت لنا أن هذا الكلام هو قول السلف أو بعضهم أو حتى أحدهم .
فإن عجزتَ عن ذلك - وأظنك ستعجز - , فلا بأس أن تبحث لنا عن أحد من الخلف قال بمثل قولك وهو : " إن كل حديث نفس يؤاخذ عليه الشخص ما لم يتب منه ويقلع عنه " .
لكن قبل أن تبحث عن سلف لك , ضع في ذهنك أنك بكلامك الملون بالأزرق أعلاه تعارض قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل "
.........
هل تريدنا أن نتبع النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي .. أم نتبع برق1 الذي يتخبط ويعارض النبي عليه الصلاة والسلام من أجل أن يدافع عن " فهمه " لكلام ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه ؟؟؟!!!!
اتق الله يا رجل , ولا يجرك " وهم الدفاع عن منهج السلف " للوقوع في نسف كلام نبيك صلوات ربي وسلامه عليه .
فإن كنتَ ستنسف أقوال النبي عليه الصلاة والسلام من أجل أن تثبت " فهمك " لقول ابن عباس أو حتى قوله رضي الله عنه , فأقول لك : لكَ الويل لا تنسف ولا تثبت .
|
|
 |
|
 |
|
لقد قلت عظيما يا متزن !
أستغفر الله وأبرأ أليه مما تزعم
ما زلت تشطح هنا وهناك عن صلب كل مسألة نبدأ الحديث عنها , تحاول صرف النظر عن عجزك عن تبرير أغلاطك التي تجرأت بها على نصوص الشرع وأحكامه وتقرير العلماء .
ثم :
قد تحدّيتني أن آتيك بشاهد من أقوال الأخيار !
ليتك تحديت بألف قول لكنت وفّرتها لك , أما وقد اقتصرت عبلى قول واحد منهم فقط , فقد هان الأمر كثيرا
أول أدلتي :
من القرآن الكريم !
قال الله تعالى : { إن بعض الظن إثم }
وقال سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ... }
أرأيت ! فالله يؤاخذ على الظن السيء !
ويؤاخذ على محبة قلب المرء شيوع الفاحشة !
ألا يكفيك هذا دليلا على أن حديث عدم المؤاخذة بحديث النفس يخصص بنصوص أخرى تستثني بعضا من أحاديث النفس .
ثاني أدلتي :سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ألم يصلك قوله صلى اله عليه وسلم : عن أبي بكرة قال : سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول{ إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار } .فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : { إنه كان حريصا على قتل صاحبه }
أرأيت !
آخذه الله على نيته ! وهو لم يفعلها .
ثالث أدلتي
من أقوال العلماء سلفا وخلفا
وأقوال العلماء فأظهر من أن تسأل عنها !
ولكثرتها فلا أدري والله ما أورد لك منها !
لكن
خذ شاهدا من كلام السلف :مسلم رحمه الله جعل عنوان باب من أبوابه كافيا لبيان الحق لك
قال :
" باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب
إذا لم تستقر "
ها هو قد بيّن لك أن الخواطر ((( المستقرّة التي لا ينزع عنها المرء تسجل عليه ذنوبا ))
فما قولك ؟
خذ نموذجا آخر قريبا من مسلم :
قال النووي في شرحه على مسلم :
" فأما الهم الذى لا يكتب فهي الخواطر
التى لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم وذكر بعض
المتكلمين خلافا فيما اذا تركها لغير خوف الله تعالى بل لخوف الناس هل تكتب حسنة قال لا لأنه انما حمله على تركها الحياء وهذا ضعيف لا وجه له هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه
وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم الآية وقوله تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم "
ثم اختم قراءتك بقول مفصّل جميل :قال في مشكاة المصابيح :
" قال صاحب الروضة في شرح صحيح البخاري المذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهوران أفعال القلوب إذا استقرت يؤاخذ بها فقوله إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها محمول على ما إذا لم تستقر ذلك معفو بلا شك لأنه لا يمكن الإنفكاك عنه بخلاف الإستقرار ثم نقل صاحب الأزهار عن الأحياء ما حاصله أن لأعمال القلب أربع مراتب الأول الخاطر كما لو خطر له صورة امرأة مثلا خلف ظهره في الطريق لو التفت إليها يراها والثاني هيجان الرغبة إلى الإلتفات إليها ونسميه ميل الطبع والأول حديث النفس والثالث حكم القلب بأن يفعل أي ينظر إليها فإن الطبع إذا مال لم تنبعث الهمة والنية ما لم تندفع الصوارف وهي الحياء والخوف من الله تعالى أو من عباده ونسميه اعتقادا والرابع تصميم العزم على الإلتفات وجزم النية فيه ونسميه عزما بالقلب أما الخاطر فلا يؤاخذ به وكذا الميل وهيجان الرغبة لأنهما لا يدخلان تحت الإختيار وهما المرادان بقوله عليه الصلاة والسلام إن الله تجاوز عن أمتي الحديث وأما الثالث وهو الإعتقاد فهو مردد بين أن يكون اختيارا لا ينكره واضطرارا ينكره فالإختياري يؤاخذ والإضطراري لا يؤاخذ وأما الرابع وهو العزم والهم بالفعل فإنه يؤاخذ به وعليه تنزل الآيات التي دلت على مؤاخذة أعمال القلوب إلا أنه إن ترك خوفا من الله تعالى كتبت له حسنة لأن همه سيئة وامتناعه عنها مجاهدة مع نفسه فتكون حسنة تزيد عليها وإن تركها لعائق أوقاتها ذلك لعدم الحصول كتبت عليه سيئة للعزم والهمة الجازمة والدليل القاطع على ذلك قول رسول الله في الحديث الصحيح المتفق على صحته : { إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار } قيل يا رسول الله : فما بال المقتول قال : { إنه كان حريصا على قتل صاحبه } وهذا صريح في أنه صار إلى النار ووقع فيها بمجرد العزم والنية وإن مات ولم يعمل وقتل مظلوما وكيف لا يؤاخذ بأعمال القلب الجازمة والكبر والعجب والنفاق والحسد وغيرها من الأوصاف الذميمة يؤاخذ بها ......... "
هل اكتفيت ؟وعرفت أني صادق إذ حدّثتك أن كل أحاديث النفس بالعصيان مؤاخذ بها مالم يقلع عنها لله .
أم تريد المزيد ؟
وإنما المهم أنك تقفز من مسألة لأخرى لحاجة في نفسك هداك الله .
.