الصديق عباس :
لقد حضرتُ شيئاً من الحوارات , ورأيتُ الفوضى في الطّرح , موضوع يفتح هنا ويتبعه موضوع هناك , وكأن الهدف هو الكتابة وأما الحوار والتعقيب والتنقيب في أبجديات النص محرّمة أو أن الكاتب يرى أنه فوق الجميع فيرى النزول للحوار كسرٌ لهيبته أو قامته , ومادرى أنّ السّلف قد خطو في قديمهم كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر ( محمد ) صلى الله عليه وسلم , ونسي أن العلم شاسع وأن العلم المطلق والجهل المطلق منعدمان , فكل فيه علم وجهل وكما قيل ( علمت شيئاً وغابت عنك أشياء ) ...
من خلال موضوع العلمانيّة عرفتُ أن صاحبك يخلط بين الأدب والفِكر , ويعتقد أن كلّ من حفظ بيتين أو قرأ روايتين أصبح ذا فكر وقاد , ولمّا رأيتُ هشاشة المبنى قبل المعنى و أدركتُ أنه يخلط , ذكرني ذلك بأصحابنا المُحدثين _رحمهم الله_ حين قالوا : فلانٌ اختلط في آخر عمره ... أما صاحبك فقد اختلط في أول عمره , وأصابته اللوثة الفكريّة التي انتشرت في المنتديات فصار كل منظرٍ منهم هو فولتير الزمان وأرسطوطاليس الدّهر وكانط الشرق ...إن رجلاً لايفرق بين الخلاف الفقهي والخلاف العقديّ , فلا يعرف الأصل من الفرع , وأنّ العلمانيّة هي مذهب فكريّ أديولوجي يقلع العقيدة من جذورها , ويرى أن الكلام حول خلاف الفقهاء في الحجاب هو الحدّ الفاصل بين العلمانيّة والإسلام لهو فهمٌ غريبٌ عجيب ...
حاولتُ أن يستثمر الحوار ويكون له مسارٌ واحد بعدما شاهدتُ الروغان في الموضوعات المتلاحقة عن ابن تيميّة وابن القيّم وأن يكون للحوار منسق وللمتحاوريْن حق التعبير بكل أريحيّة وحريّة , وترتب الأفكار والنقاط التي سيكون مدار الحوار عليها لكن صاحبك هرب أو تهرّب ...
أما طّامة الطّوام أن ينقلب الأديب من مفكرٍ إلى ناقدٍ للسنّة يصحح ويضعف بحسب مايمليه عليه عقله , أو نسي الأديب لو أن مدار التصحيح والتضعيف على العقل , لما تعب الإمام أحمد ولا سهر البخاري ولاشقي ابن معين ولاتكسرت أقلام ابن حجر ولا ضعف نظر الألباني , فماعليهم سوى أن يعرض كل واحدٍ من المسلمين الحديث على عقله وينظر هل قبله عقله أو أنكره ؟ ولن يبق من السنة شيء وهنيئاً حينئذٍ للنصارى والمستشرقين بهذا الفتح المبين في التجديد في السنّة وعلومها التي أخرجها عقل صاحبك الذي ردّ حديثاً لاجل أن عقله أنكره !!؟
ثق أخي أن صاحبك ينقل مافي المنتديات الأًخرى التي يكتب بها مفكرون لكن بدون عقول !!؟
تحياتي ...
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
|