وصل الحبيب ..!
قال ابن حزم رحمه الله
ومن وجوه العشق الوصل وهو حظ رفيع ومرتبة سرية ودرجة عالية وسعد طالع ، بل هو الحياة المجددة والعيش السني والسرور الدائم ورحمة من الله عظيمة ، ولولا أن الدنيا دار ممر ومحنة وكدر ، والجنة دار جزاء وأمان من المكاره ، لقلنا : إن وصل المحبوب هو الصفاء الذي لا كدر فيه والفرح الذي لا شائبة فيه ولا حزن معه ، وكمال الأماني ومنتهى الأراجي ، ولقد جربت اللذات على تصرفها وأدركت الحظوظ على اختلافها فما للدنو من السلطان ولا للمال المستفاد ، ولا الوجود بعد العدم ولا الأوبة بعد طول الغيبة ، ولا الأمن بعد الخوف ، ولا التروح على المال ، من الموقع في النفس ، ما للوصل لا سيما بعد طول الامتناع وحلول الهجر ، حتى يتأجج عليه الجوى ، ويتوقد لهيب الشوق وتتضرم نار الرجاء .
انتهى كلامه
وفي هذا قلت ُ
جسمي من حبي عليل *** طرفي من شوقي كليل
كيف السبيل كيف السبيل ؟
لست في قولي أميل ****أنا عاشق الجسم النحيل
أنا عاشق الطرف الكحيل *** أنا عاشق القام الطويل
كيف السبيل كيف السبيل ؟
هل إلى وصل جميل ؟ *** بل إلى وصل قليل ؟؟
أرجوك صدقاً لا تقولي مستحيل .... !
.
|