بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من خطبة العيد :
من خطبة الشيخ
صالح الهبدان إمام جامع الراجحي بالرياض :
( ونحن في عيد الفطر نسأل الله أن يتقبل منا الصيام و القيام ، و نسأله أن يجعلنا ممن ينالون جوائزهم في هذا اليوم المبارك ، نحن في مثل هذا اليوم بحاجة إلى أن نلقي نظرة على واقع أمتنا و المتغيرات العالمية حولنا ، نظرة نستلهم فيها من الله الرشد ، و نسأله أن يُعيننا فيها على الصدق ، و أن ينفعنا بالعبرة التي ينبغي أن نستخلصها من هذا كله )
( إن الإسلام دين يقوم على الإقناع و الحرية و الدعوة المجردة ، لا يعرف ضغطاً ولا إكراها ، لا ماديا ولا معنوياً ، إنه يعرض ما عنده و يترك لأولي الألباب أن يتخيروا ما شاءوا)
( دخل عرب الجزيرة الإسلامَ بعد عشرين سنة من الدعوة وهم داخرون يعلمون أن الحرية الدينية وحدها هي الباب الذي دخلوا منه في هذا الدين العظيم )
( و يقرأ المسلمون التاريخ ، ولا أدري هل يعقلون أو يرددون دون أن يعقلوا ما سطر التاريخ لهم من وقائع ، و فيه أن الرومان رفضوا أن تنطلق الدعوة الإسلامية من جزيرة العرب ، و أنهم أرسلوا جيشا لهم من نحو مائتي ألف مقاتل على المسلمين لقتال أهل الإسلام في مؤتة ، و أرغموهم على الانسحاب جنوباً )
( يُعرض هذا الدين على هذه الأمم فإن أخذت به ، أخذت بحظ وافر ، فإن أعجبهم دخلوا فيه ، و نحن إخوانهم وهم إخواننا ، و إن قالوا: لا نريد هذا الدين . أقول لهم : لا بد أن تتركوني حتى أدعو الله عز وجل . هل تتركوني بديني دون فتنة ، و هل تسمحون لي أن أعرض الدين على غيركم ، فإن قالوا نعم . قلنا : ((
فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا )) . أما إذا قالوا : إن نطقت كلمة تدعو بها إلى الإسلام أغلقنا فمك بالسلاح ، و إذا دخل أحد في الإسلام عذبناه حتى نرده ، و إن قالوا لا تُقِم الشرائع ، ولا تُقِم الحدود ، ولا تُقِم في أرضك شيئا من ذلك . دع الناس و ما يعملون و ما يكفرون و ما يرتدّون . فإن الله عز وجل لا يقبل ذلك . ((
و قاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )) فماذا نصنع إذا كان غيرنا يريد فتتنا و يريد إغلاق أفواه دعاتنا و يأبى أن يترك الإسلام باللسان و القلم يتحرك )
( لقد كان الاستعمار الروماني يضغط بصدره الثقيل على جزيرة العرب و على وادي النيل و على الشمال الأفريقي ، و على آسيا الصغرى . فإذا كان الإسلام قد قاتل الاستعمار الروماني ، و أطلق الشعوب السجينة من من سجنها الأكبر ، و أعطاها الحرية ، فهل الإسلام يُلام لأنه أطلق الناس لعبادة رب العباد ؟ )
( إنني أقول عباد الله : أقول بفخر و اعتزاز : نحن المسلمون ابتدعنا الحرية الدينية في الأرض ، و ما كانت أوروبا تعرفها يوما من الأيام . بل يعرف العالم كله أن (
الكاثوليك ) في فرنسا منذ قرنين اثنين أوقعوا مذبحة بينهم و بين (
البروتستانت ) قتل فيها ثلاثون ألف . لأنهم لا يريدون إلا لهم . و هذا عمل لا يعرفه الإسلام في تاريخه أبداً . عرف الحرية ، و الدعوة إلى الخير و إطلاق الخير بين الناس ، لكن أوروبا بعد خمسة قرون عادت مرةَ أخرى ، فأعلنت علينا حرباَ صليبية ضروساً ضلت ثلاثة قرون بعد أن جرّت إليها التتر ، و التأريخ الأوروبي يقول : إن إسقاط بغداد كانت معركة تترية صليبية . و سقوط بغداد كان سقوطاً رهيباً . )
( ثلاثة قرون التي هوجمت فيها أمة الإسلام ، شهدت ثمان حملات صليبية ، و أكتفي في تلخيص هذه الحملات بكلمات لـ (
فيليب حتا ) هو مستشرق درس التاريخ ليدس في الإسلام ، وهو ما رونيّ أمريكي ، قال في القرن الثاني عشر من الميلاد : كان كل شيء يؤذن بزوال دين محمد ، فقد نجح الصليبيون في اكتساح فلسطين ، و دخلوا مصر ، و تسللوا يبتغون طريقهم إلى الحجاز ، و نجح التتار في إسقاط بغداد ، ويوشك أن تلتقي ذراعا الكماشة على العالم الإسلامي فيموت لا رجعة بعده .
لكن المسلمين الذين يصحون على تلك الصفعات إبان الأزمات العضوض و أيام الضوائق المهلكة ، يجتمعون على دينهم و يتساندون على صفوفهم و تكون جهة تستميت في الدفاع عن دينهم و عقائدهم . يريدون أن يلقوا ربهم على دينهم . و لذا يقول نفس الرجل (
فيليب حتا ) : فلما جاء القرن الثالث عشر ميلادي كان هناك سؤال آخر : هل سيقف شيء أمام دين محمد ؟؟ )
( فإن الصليبية العالمية اصطلحت مع الصهيونية العالمية و أسست دولة على أكبادنا و أنقاضنا .
رضي المظلوم و لم يرض الظالم ! و رضي المقتول و لم يرض القاتل ! و رضي المُغتصب المسروق و لم يرض السارق المغتصِب ، و أبى أن يترك للعب متكأ يعيشون فيه ، ثم قال : نريد إسرائيل الكبرى ؟ نريد إسرائيل الكبرى ؟ الله أكبر ، التاريخ يعيد نفسه تنتهي دولة الفرس على يد الرومان و اليوم يعيد التاريخ نفسه ، فتنتهي روسيا على شيء من الذي فعلته أمريكا بالحرب الباردة تارة ، و بالتسليط تارة أخرى . حتى إذا استقلت على الأرض كأنها رفعت عنقها ، و قالت أنا الذي يتحكم في العالم ، أنا القوة العظمى أنا الذي أتحكم في العام و أبدأ بالعالم الإسلامي قبل كل شيء ) .
( عباد الله ، إن ذلك عجب ، حينما كان قساوسة الإنجيليين في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا نحواً من أربعين مليون (
كاثوليكي ) يقولون أنه لا بد أن يدخل اليهود الأرض المقدسة ، أرض الميعاد ، و أن يقيموا دولة لهم ، و يجب أن ننتظر مسيحهم . بل إن قسيساً اسمه (
إلفاند ) و معه نفر من القساوسة أقنعوا مجلس الشيوخ و النواب أنه لا بد أن تكون القدس عاصمةً لإسرائيل ، تحول تسعة أعشار هذا المجلس إلى دراويش لهذه الصهيونية ، بل قرروا الإيمان بالمسيخ اليهودي . أتعرفون من هو ؟.؟ إنه المسيح الدجّال الذي حُذّرنا منه و من فتنته . لقد آمن به دراويش هذا المجلس . قبل أن يظهر إليهم ..! قبل أن يظهر هذا المسيخ الملعون الإله الأعور الذي سيجيء إلى فلسطين ، و يُحاول العبث بالمقدّسات )
( إن الحركة الآن تتجه إلى أن إسرائيل الكبرى – كما في العهد القديم – من الفرات إلى النيل ، و معنى أن إقامة إسرائيل يجب أن تجتاح في فضائها الحيوي و امتدادها الديني : مصر و العراق و السعودية و الأردن و سوريا و لبنان و فلسطين . و معنى ذلك أن المعركة التي يُريد اليهود فرضها ، معركة دينية إذا نجحوا فيها هلكنا جميعاً و إذا هلك العرب هلك المسلمون من بعدهم إلا أن يشاء الله )
( إن المعركة ستفرضها إسرائيل عقدياً شئنا أم أبينا ، فماذا نصنع ؟
يجب أن نعود إلى ديننا ، و يجب أن نعلم أن عدونا مهما امتلك من قوة ، فإن قوة الله فوق كل شيء ، هو ناصرٌ دينه ، وهو معلٌ كلمته )
أخيراً :
هذه انتقاءات و مختارات ، و ليست تلخيصاً
وما تركت خير مما أثبت و دونت ، أدعوكم لسماع الخطبة القيّمة
فأسأل الله تعالى أن يجزي الشيخ المرابط على منبره خير الجزاء ، و أن يبارك في قوله .
استمع إلى الخطبة :
http://www.buraydahcity.org/smsam-nor/up/______1428.rm
وشكراً لكم أحبتي .