..
إجابةً على سؤالك أخي المبارك :
أولا : يجب أن تكون نظرتنا شمولية تجاه هذا السؤال ، و هنا يجدرالتنبيه إلى ما يغفل عنه الكثير ، تجاه قضية المرأة التي أصبحنا نتخوف من عنونها ، و نتحرج إذا رأينا عنوناً يتحدث عن حقوق المرأة ، و تنصرف أذهاننا إلى المناقشة السلبية التي يطرحها المتخلفون في المجتمع من متغربين بالعلمنة أو اللبرلة .
ثانيا : بناء على ما ذكرت في المقدمة من ضرورة الشمولية في النظرة ، فإني أقول أنه من الخطأ أن يُقال أن المرأة قد حظيت بحقوقها و استكملت حريتها في هذه البلاد ، ثم يُغلق موضوع قضية المرأة على هذه الإجابة .
بل يجب أن ننبش قضايا اضطهدت فيها المرأة ، و ذلك بسبب الأعراف و المفاهم الجاهلية المتجذرة في نفوس البعض ، فلا بد من طرح هذه القضايا تحت عنوان ( حقوق المرأة ) .
ثالثا : مما يدل على ( شهوانية ) المقصد عن التغريبيين من الغرب و العرب ، أنهم تركوا الحديث عن مواضيع اجتماعية جاهلية ، سببت حرجاً كبيراً للمرأة ، و سلبتها جزءً كبيراً من حريتها ، كالعضل و استغلال المهور ، و ضياع الأرامل و المطلقات دون دخل ، و هلم جراً من هذه القضايا الساخنة التي تحتاج إلى إثراء و تفعيل ، بدلاً مما يحدث من إسفاف و تضليل . هاهم يتحدثون عن المرأة المضيفة ، و المرأة البائعة ، و المرأة السكرتيرة ، و المرأة السائقة ، تركوا ( عامدين ) المرأة الأرملة و المطلقة و اليتيمة ، و المحجور عليها .
رابعا : إن المرأة لن تعيش في حرية ولا في حق محفوظ إلا بالتمسك التامّ بالذي أوحي إلينا ، فالله هو الذي خلقها و شرع لها ما يتوائم مع طبيعتها النفسية و الجسدية ، و صدق الله : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ، و من أتانا بغير ما أنزل الله مما يُصادم مراد الله فنقول له : {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ } ؟!
خامساً : بقدر ما يكون الخلل في تطبيق الشرع ، يكون الظلم للمرأة متحققاً ، و كل ما ازداد الخلل ازداد الظلم ، و بضدها تتمايز الأشياء . فالمرأة السعوديها وقع عليها شيء من الظلم ، و لكن ماهو الظلم المعتبر و من يحدده .؟
هل يحدده الإعلاميون ، أو الممثلون ، أو المهرجون الطائشون ؟
أم يحدده الذي خلق المرأة و براها وسواها ، و هو يعلم ما تقوم به أمور دنياها و أخراها .؟
أحمدُ لك هذه الإثراءات الطيبة .