..
خصوصية المرء وحريته في مجتمعنا
عندما نتحدث عن الخصوصية آخر ما يتبادر إلى ذهني مملكتنا
الحبيبة ، فلا خصوصية ولا تخصص شخصي ، إذ لكل فكر ورأي وعمل
مراقبة تحد من عمله وتوقفه إن كان لها سلطة !
فـالفكر في بلادي مقيد ومكتوم ، ولو تحدث أحدهم وصرّح بفكره المخالف
لما عليه المجتمع ، أو الحكومة لكان مقره ومصيره زنزانة انفرادية ، بطول
مترين وعرض نصف متر !
الـرأي حيال أي أمر مربوط بـرأي المجتمع أو العامة ، ودائماً
ما ينتظر الجميع رأي شيخ أو طالب علم ليكونوا خلفه ، ولو كان
ذا رأي خاطئ ، بـل يتمثلون القول الشائع :
"حط بينك وبين النار مطوع" .
بناءً على ما سبق تولد لدى الكثيرين حب التصريح بالرأي وخصوصاً
المخالف ، باختلاف المقاصد ، فمنهم من يصرح بـرأيه للمخالفة ، ومنهم للإثارة وعدد لا بأس به
لقناعات خاصة ، لم يجد مجالاً لطرحها ، وكان الأسلوب الأمثل لذلك المنتديات الإلكترونية ، ولكنها للأسف
لم تسلم من يد الرقيب وسلطته الأيدلوجية المتمثلة في الحكومات وسلطاتها اللامحدودة .
عدة مواقع تم حجبها والسبب حرية الرأي والتعبير ، كـتّاب
حبسوا وأودعوا الزنازن لمجرد التعبير بـرأي مخالف لما يريدون هم ، فـأصبح
الكاتب ضائعاً لا يدري أيراوح مكانه أم لا !
إذ هو بين الأمانة وكتابة مالديه بكل وضوح وشفافية ، والتضحية بنفسه
مقابل ذلك ، أو اعتزال الكتابة وهو الأمر الذي يصعب وبشدة عليه ، أم يتحول
إلى كاتب ملمِّع لأهل السلطة ومنافح عنهم بكل ما أوتي من قوة !
أنّا لنا التقدم والتطور في ظل هذا الكبت العظيم الذي نعيشه ! وأي زمان هذا
الذي نحن فيه !
مـا سبق هاجس تولد عندي بعد قراءتي لأحد المقالات ، فعذراً ثم عذراً على
عشوائية المقال وعدم تناسق فقراته .
سـروال