ابن حميد: الشباب أضحى «سلعة» تباع وتشترى تحت الرايات «المختلطة»
مكة المكرمة الحياة - 06/10/07//
صعدت الهيئات الدينية ضد التغرير بالشبان وسوقهم إلى القتال والعمليات الانتحارية بدعوى «الجهاد في الخارج».
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة (أمس، ان تصرفات أولئك الشباب «طال شررها وعم ضررها، اضطربت فيها بلاد آمنة، ودخل الوهن والضرر على الدين وعلى الدعوة، وتقلصت الإغاثات والعمل الخيري». وتساءل في بلاغة تقريرية: «كم من الدماء أريقت؟ وكم من الأبرياء قتلوا؟ وكم من الأطفال يُتِّموا؟ وما حال النساء والأيامى والملايين المشردين؟». وأضاف ابن حميد - وهو رئيس مجلس الشورى السعودي - أن من حرضوا أولئك الشباب «استغلوا حماسهم حتى جعلوهم متفجرات موقوتة وأفخاخاً متحركة، يقتلون أنفسهم ليحقق بهم الآخرون مكاسب سياسية، وسيكونون وقوداً لصراعات ملتهبة، وجسوراً لتوجهات مشبوهة (...) حتى بات الشباب سلعة تباع وتشترى».
وجاءت خطبة ابن حميد بعد أيام من «الرسالة المفتوحة إلى عموم المسلمين»، التي وجهها (الثلثاء المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، محذراً فيها من مغبة سوق الشبان إلى ما يسمى «الجهاد في الخارج».
وسعى ابن حميد في خطبته أمس إلى التشديد على الشروط الشرعية للجهاد، مؤكداً أن «بين الجهاد المشروع وبين فقهه وصحة تطبيقه فجوات وثغرات لا يدركها ذو العلم القليل والحماس الأعمى». ووصف هؤلاء بأنهم كانوا «وقود حرب مهلكة تأتي على الأخضر واليابس».
وفي عرض مثير للأسى لحال الأمة الإسلامية، قال إمام وخطيب المسجد الحرام: «نشطت أفكار التكفير والتقتيل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وأدت إلى القطيعة والعقوق والتفكك والبعد عن العلم الشرعي، والنفور من أهل العلم، والخروج على ولاة الأمور، والافتئات عليهم، وخلع اليد من الطاعة، ونقض البيعة، وقد علموا أن هذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة».
أكد ما جاء في كلمة المفتي العام للشبان عن «الجهاد في الخارج» ... ابن حميد: أجهزة خارجية جعلت من شبابنا متفجرات «موقوتة» وأفخاخاً «متحركة»
مكة المكرمة الحياة - 06/10/07//
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الدكتور صالح بن حميد، أمس، على مضامين كلمة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، التي حذر فيها الشبان من الخروج بحجة الجهاد في سبيل الله في العراق، وما يترتب على ذلك من عصيان هؤلاء الشبان لولاتهم وعلمائهم، ولما للجهاد في الخارج العديد من المفاسد العظيمة.
وقال الدكتور بن حميد في خطبة الجمعة من المسجد الحرام أمس: «إن من أهم ما ينبغي الوقوف عنده، وتحسن المصارحة فيه ويستلهمه المتأمل النظر في بعض أوضاع الأمة، ولاسيما حال شبابها، وخصوصاً بعد ما وقع في الأمة وحل بها من أحوال مضطربة، ومواقع ملتهبة، وما حصل من تمكين لأعدائها، وتقهقرت أوضاع الأمة الإسلامية، نتيجة لتصرفات ومسالك غير محسوبة، ولاسيما من بعض الشبان، مقترنة مع الأسف بحماس أعمى، وضعف العلم والرأي، وعدم قبول النصح، أو التدبر في المآلات والعواقب».
وأضاف بن حميد: إن هؤلاء الشبان الأغرار لم يدركوا أن في الساحات المضطربة قوى متصارعة متناقضة ذات مصالح وأهواء ومكر واحتيال، وما كان وقودها إلا هؤلاء الشبان، مشيراً إلى ما جاء في كلمة المفتي العام من التحذير من الانسياق وراء الهوى والحماس غير المنضبط بالعلم النافع والرأي الحكيم، مؤكداً أن الأحوال في بلدان الجهاد المزعوم مضطربة والأحوال ملتبسة والرايات غير واضحة.
وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس الشورى، على أن من حرض هؤلاء الشبان الأغرار، وأغراهم بالجهاد، إما جاهل بحقيقة الحال، واختلطت عليه الأمور والتبست الأوضاع والأحوال، وإما عارف بها، وليس له مقصد إلا الإضرار بالبلاد ومواطنيها وخذلان الأمة.
وقال بن حميد: «كانت النتيجة من هذا وذاك وقوع هؤلاء الشبان فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، لقد استغلوا حماستهم حتى جعلوهم متفجرات موقوتة، وأفخاخاً متحركة، يقتلون أنفسهم ليحقق بهم الآخرون مكاسب سياسية، وليكونوا وقوداً لصراعات ملتهبة وجسوراً لتوجهات مشبوهة، لقد أصبحوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، يحققون بهم أهدافهم، وينفذون بهم مآربهم في عمليات قذرة، هي أبعد ما تكون عن التدين الصحيح حتى بات الشبان سلعة تباع وتشترى».
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن بين الجهاد المشروع، وبين فقهه وصحة تطبيقه فجوات وثغرات لا يدركها ذو العلم القليل والحماس الأعمى، تستغلها جماعات معادية للإسلام وأهله في إثارة القلاقل ونشر الاضطرابات، وتفريق الصفوف، وزرع الشكوك والاتهامات، وقتل الأبرياء، وخلط المواقف وبث الفرقة بين الشعوب وحكوماتها وولاة الأمر فيها.
وأردف قائلاً: «استغلت أطراف خارجية الشبان لإحراج بلادهم، وإلحاق الضرر بديار الإسلام وتمكين الأعداء منها»، متسائلاً: «كم هو حجم الفساد والإفساد الذي وقع في حق البشر والشجر والحجر، إنها تصرفات من هؤلاء الشبان طال شررها وعم ضررها، فاضطربت بلاد آمنة، ودخل الوهن والضرر على الدين الإسلامي وعلى الدعوة الإسلامية، وتقلصت الجهود الإغاثية والعمل الخيري».
واستطرد بن حميد موجهاً سؤالاً استنكارياً عن كم الدماء التي أريقت، والأبرياء الذين قتلوا، والأطفال الذين يتموا، وعن حال النساء الأرامل والملايين المشردين، الذين دخلوا في طرق ومتاهات لا نهاية لها، مشيراً إلى أن هؤلاء كانوا وقود حرب مهلكة أتت على الأخضر واليابس، ليس في موقع المعركة وحدها، ولكن نتائجها امتدت إلى مواقع لا يعلم حدودها إلا الله.
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن أفكار التكفير والقتل نشطت حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وأدت إلى القطيعة والعقوق والتفكك، والبعد عن العلم الشرعي، والنفور من أهل العلم، والخروج على ولاة الأمور، والافتيات عليهم، وخلع اليد من الطاعة، ونقض البـيعة، على رغم علم الخارجين أن هذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة.
وقال بن حميد: «أيها المسلمون أحوال الأمة كما علمتم ومواقف علمائها كما أدركتم، فلتعلموا أن علماء الأمة هم الذين يشددون على لزوم الجماعة، ودرء الفتن، وتجنيب البلاد أن تكون لعبة في أيدي المغرضين، وعبثاً في خطط المتربصين».
|