[أبو سليمان الحامد]

حينما يقول الأخ قرطبة إن بعض الصحابة لم يصفه بالجمال فهذا صحيح , ولكن ههنا وقفة :
النصوص التي جاءتنا في وصفه صلى الله عليه وسلم لها حالتان لا ثالث لهما :
الحالة الأولى : نصوص وصفته بالجمال والحسن , ونصت على ذلك كقول جابر بن سمرة وغيره .
الحالة الثانية : نصوص وصفته وصفاً مجرداً دون الإشارة إلى حسن إو قبح .
فهل النصوص التي جاءت بوصفه وصفاً مجرداً تحمل في طياتها إشارة إلى عدم الجمال ؟ من أين لك هذا الفهم أخي قرطبة لله درك , ألا يمكن أن يرد هذا إلى هذا , أي أن يرد الوصف المجرد إلى الوصف بالحسن والجمال ؛ إذ لا تعارض بينها , لأنها تعد جمالاً في مقاييس العرب , وأهل ذلك الزمان .
ثم هل تستطيع أن تأتينا بنص واحد صريح ممن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رأي العين يصرح فيه بعدم الجمال , أم أن هذا المعنى لم يوجد إلا في خيالك وأوهامك - عفا الله عنك .؟؟؟؟؟
ثم ههنا أمر آخر في غاية الأهمية , وهو أن صفة شخصِ ما مهما بلغت من الدقة فلن تكون في دقة من رآه وجلس معه وكلمه , فنحن لدينا نصوص ممن رأوه وكلموه يصفونه بالجمال والهيبة والجلال , ثم تريدنا أن نشك فيها أو أن نعتبرها عواطف صحابية ؟؟؟