أخي المتزن :
بل فهمت كلامك جيدا ولا حاجة لتردده فهو موجود .
أنا طلبت منك نماذج لما درجوا عليه من تلقيننا أمر الإنكار ( دون ) تعليم مسائل الخلاف السائغ , لنتمكن من الحديث عن أمور ملموسة لا كلاما هلاميا لا ضابط له !
ولم تفعل , بل كررت طرحك النظري الذي تبيّن لي
بردك على تعقيبي شعرت أنك لا تريد أن تدخل لصلب الموضوع , بل تريد أن تجعل الموضوع إنشائيا عاما لا يسنده الاستشهاد من أدلة الواقع !
لا بأس
لأحاول التعامل مع حيلتك بطريقة أخرى
هل درست على أيدي المشايخ ؟
فإن قلت : لا , فكيف تدري هل درسونا مجتمعهم فقه الخلاف والتعامل معه أم لا ؟!
إلا إذا كنت تريدهم أن يأتوا لكل أحد في بيته يعلّموه ! فهذا ما غفلوا عنه , وفطنت له أنت !!!
وإن قلت نعم : فعلى يد من درست لنحضر لك شيئا من دروسه يكذّب ما تزعم عليه .
قال لك الإخوة بأن إفتاء العامي الذي يريد معرفة ما يعمل غير إفتاء وتدريس من يريد معرفة الخلاف والراجح .
أما أن تطالب العالم بأن يتحدث للمستفتي من العامة بالخلاف وأدلة كل قول ويوازن بين الأدلة ويبيّن الراجح فهذا من الفتنة للمستفتي لا من إقفتائه , فمراعاة مقام العامة تتطلب إفتاءهم بما يطيقون وما يريدون , فهم يريدون ما يحسن أن يعملوا بهخ في حياتهم وفقا لما يراه من استفتوه ولذلك قصدوه بالسؤال ولم يقصدوا غيره .
أما إذا رميت كلامي أعلاه بأنه ناتج عن عدم فهمي كعادتك , فقل لي :
كيف تريد علماءنا أن يربونا على فقه الخلاف ؟! ما الطريقة التي تريدها
لأحاول حوارك مرّة أخرى - إن شاء الله - على أرضية محددة واضحة المعالم بدل هذا الحديث الذي لا علم وراءه .
أقول هذا وأنا أعلم أن التخلف الذي تتحدث عنه ليس
إلا لديك أنت لا لدى مجتمعك الكريم , فنحن أوعى المجتمعات في أمور الخلاف أقدرهم على فهم حال الشعوب الأخرى وتقديرا لمذاهبهم
وإن شئت دليلا سريعا فحاول أن تحاور عاميا في مصر مصر مثلا أو باكستان عن عمل عليه مذهبه ولو كان مرجوحا , أو حتى عليه علماء بلده ولو كان مبتدعا ! سترى العجب من الإصرار والتعصب .
.
.
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
|