تحية لك أخي حرف جر.. على العقلانية في الطرح..
مزاين قبيلة عتيبة إلى الآن يسير بشكل جيد.. ويسجل نجاحات جيدة..
رغم أني معترض على المزاين الذي ينحى مساراً قبلياً (أياً كانت هذه القبيلة).. ولكننا نتكلم عن ما هو كائن.. لا ما يجب أن يكون..
مشكلة تأسيس (القبلية) أنها تقيد أفرادها وتجعلهم يتخندقون حولها ولها.. من أكثر المعوقات التي أضرت بالعرب هي قيود القبيلة.. رغم أنها منحة إذا استغلت بشكل جيد.. وبما يخدم الدائرة الأكبر (الأمّة)..
إن السمة لهذا الزمن هي الحضارة والتداخل بين الناس.. فالمفترض أن نؤصل للمواطنة.. وأن نجعل معيارنا في حكمنا على الناس هو الخير الذي يقدمونه لأمتهم والناس من حولهم..
أتمنى أن أجد جزء كبير من التبرعات التي أتت إلى الملتقى تذهب إلى المحتاجين من أبناء القبيلة والمساجين من المعسرين منهم..
مشكلة أي ظاهرة حادثة أن لها إفرازات سلبية تابعة.. فإذا لم تعالج هذه الإفرازات السلبية تطورت وشكلت خطراً وغيرت الهدف الأساس (المعلن)..
ومن هذه الإفرازات السلبية والتي ساهمت بها تجمعات المزاينات الضيقة (القبيلة) و المفتوحة ما يلي:
- ارتفاع أسعار الإبل بشكل غير طبيعي.. تكون نهايتها أزمة تخنق الكثير من المهتمين..
- ارتفاع مستوى العنصرية ودعاوى الجاهلية من طعن بالإنساب والفخر بالأحساب..
- التركيز على قضايا أقل أهمية، بحيث تكون ظاهرة مثل الإبل شاغلة الجميع.. وتغييب قضايا مهمة يفترض أنها تكون الشغل الشاغل للناس، مثل إصلاح المؤسسات الحكومية وتطوير الأنظمة والرفع من مستوى الفرد ومتابعة المشاريع التنموية القائمة والمفترض ان تقوم وحمايتها من الفساد، حفظاً للمال العام ولحقوق الأجيال القادمة.. ودافعاً من دوافع الإصلاح..
- الرجوع إلى الخلف وتقدم قيم البداوة في زمن ميزته التطور السريع الذي لا يرحم.. فثنائية مثل (المدح) و (الهجاء) لا يفترض أن تكون معياراً للحكم على الناس.. و مفاهيم مثل (القوة) و (الغزو) و (النهب/السرقة) وتلطيفها بـ(الحيافة/الكسب) والتي كانت تميز فترة سابقة يجب أن لا تعاد صياغتها لنا كـ(بطولة) يتغنى بها البعض..
إذا أمكن السيطرة على هذه المهرجانات والتركيز على هذا الكائن الذي هو من عجائب قدرة الخالق -جل شأنه- (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).. وتحجيم للأدوار غير الرئيسية التابعة والمضرة له مثل (القبيلة/العنصرية) و (الشاعر/المداح الهجاء) و (إرتفاع الأسعار/غسيل الأموال/المضاربات) وغيرها هنا لن نعترض.. بل نبارك هذه الخطوة لما تمثل (الإبل) من مكانه عند إنسان الجزيرة العربية..
شكراً لكَ: (حرف جر) مرّة أخرى..
|