مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 28-10-2007, 10:06 PM   #77
تركي الناصر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 105

مسؤولية التخلف.. كرة نار.. كلٌ منا يرميها على غيرهـ..

مدار مواقفنا ونقدنا قائم على ثنائية (المدح/الهجاء) و (الفعل/ردة الفعل) أو (مع/ضد) .. ومثل هذه المواقف فيها الكثير من (الحِدة)..

أعتقد أن المسؤولية هي تقع على الجميع.. وأكثر من يتحمل المسؤولية هو الموجه الأساس لعموم المجتمع.. ألا وهو المكون الأهم (السلطة/النظام)..

السلطة السياسية هي المتحكم (الأقوى) في المشهد الكامل للمجتمع.. فتعاملها مع المخالف حاد.. وعطائها في كثير من الأحيان غير منظم.. فالعطاء والمنع قائم على العاطفة... فالرضى يولد العطاء.. والغضب يولد المنع.. بغض النظر عن (الصح/الخطأ)..

هناك الكثير من المشايخ كتب وأصّل في مسألة (الخلاف).. لكن كثير من الناس لا يريد إلا أن يسمع ما يوافق هواهـ.. ولهذا كان ولا يزال تأثير (الجماهير) على النخب الفكرية حاضراً ويشكل الكثير من الأفكار التي تخرج لنا..

لعل أكثر الأمور صعوبة هو (التطبيق) كثيراً ما نسمع عن التسامح واللين.. ولكن كثيراً أيضاً ما نرى عن الغلظة والشدّة المبالغ فيها عملياً..

نحن في كثير من مواقفنا (عاطفيون).. فما عليك إلا أن تقرأ رداً (يفترض) أن يكون علمياً فتجد العبارات العاطفية التي حشدت.. وأزبدت وأرعدت فأنتجت (هجاءاً).. أخرج الرد من العلمية إلى الإنتصار للنفس والدفاع عن الهوى..
مثل هذه الأعمال تتجاهل الهدف الأسمى من (العلم) ألا وهو بيان الحق وإقامة الحجة والمجادلة بالتي هي أحسن..

كثير من مواقفنا السياسية والإجتماعية والعلمية فيها الكثير من حظ النفس.. والعاطفية البعيدة عن العلمية.. فنجد العبارات المتكلفة والإستشهادات الشعرية التي تسفه المخالف وعبارات الغلظة والشدة التي فيها الكثير من الإنتصار للهوى والنفس.. إننا لا نحكم العقل في كثير من تصرفاتنا..

هناك الكثير من القضايا التي شُغلنا بها وهي بالأصل هامشية.. أو على الأقل لا تستحق هذه العدائية.. وللتأكد من هامشية كثيراً من حوارتنا ما عليك إلا أن تجد مقدار بعدنا عن بعض.. وخلافنا المرير في (التفاصيل)..

حالة (الإحتقان) التي نراها في المنتديات إنعكاس للحالة العامة للمجتمع.. فالعبارات (حادة) و (مستفزة) بل ومقصية ومسفهة لآراء الآخرين..

لو أخذنا جولة في مواقفنا على مستوى العالم العربي في العصر الحديث والتي قامت بها المكونات الفكرية (ليبرالية، اشتراكية، إسلامية) فسنجد فيها الكثير من الحدة في الطرح.. فالأصوات العالية تستقطب الكثير من الجماهير.. فالتأثير مشترك بين (النجم) و (الجمهور).. عند أكثر النخب المؤثرة..

كان الأمر قديماً أن يكون في (القبيلة) شاعرٌ يستطيق حشد العواطف (هجاءاً ومدحاً).. وكانت ولا زالت تؤتي أُكلها.. وللأسف أن كثيراً من مكوناتنا الفكرية (الآن) يمثلون ويقومون بدور (شاعر القبيلة) بكل اقتدار..


رؤيتك أستاذ (متزن) قد تكون مختصرة ومحددة في ظاهرة معينة.. ولكنها لا تعرض الصورة كاملة..
فالحدة نتاج (مجتمع) بجميع مكوناته المؤثرة..

آخر من قام بالتعديل تركي الناصر; بتاريخ 28-10-2007 الساعة 10:21 PM.
تركي الناصر غير متصل