من قول الأمام علي عليه السلام.قال
قال عبد الله بن مسعود:استدعى رسول الله صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام،فخلا به،فلما خرج الينا سألناه:ما الذي عهد اليك؟
فقال:«علمني ألف باب من العلم،فتح لي كل باب ألف باب».
الارشاد ج 1 ص 34،الاختصاص ص 283،تاريخ دمشق ج 2 ص 484 الرقم 1012،فرائد السمطين ج 1 الباب 19 الرقم 70،اللآلي المصنوعة ج 1 ص 375،كنز العمال ج 13 ص 114 الرقم 36372،احقاق الحق ج 6 ص 40،بحار الانوار ج 40 ص 144 الرقم 50 و ج 41 ص 328 الرقم .49
ولقد وضع الإسلام للجماع آداباً خاصة ، تبدأ منذ دخول الرّجل على زوجته ، فقد جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام : « يا علي ، إذا أُدخلت العروس بيتك ، فاخلع خفّها حين تجلس ، واغسل رجليها ، وصُبّ الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر ، وأدخل فيها سبعين ألف من الغنى ، وسبعين لوناً من البركة ، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس عروسك.. » (4).
وقال الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه : « إذا أُدخلت عليك أهلك فخذ بناصيتها ، واستقبل بها القبلة ، وقُلْ : اللّهمَّ بأمانتك أخذتها ، وبكلماتك
____________
1) مكارم الأخلاق : 234.
2) تحف العقول : 88.
3) تحف العقول : 33.
4) أمالي الصدوق : 455 مؤسسة الأعلمي ط 5.
--------------------------------------------------------------------------------
( 68 )
استحللت فرجها ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً سوياً ، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً ».
ومن كتاب النجاة المروي عن الأئمة عليهم السلام : « إذا قرب الزفاف يُستحب أن تأمرها أن تصلي ركعتين ، وتكون على وضوء إذا أُدخلت عليك ، وتصلي أنت أيضاً مثل ذلك ، وتحمد الله ، وتصلي على النبي وآله.. وتقول إذا أردت المباشرة : اللّهمَّ ارزقني ولداً واجعله تقياً ذكياً ليس في خلقه زيادة ولا نقصان ، واجعل عاقبته إلى خير. وتسمي عند الجماع » (1).
فالملاحظ أن السيرة العطرة تُسدي نصائحها القيمة للزوجين عند المباشرة ، وتكشف في الوقت عينه عن العلل والآثار المترتبة عليها ، والتي يمكن تصنيفها والاشارة إليها في الفقرات التالية :
1 ـ تجنب الجماع في أوقات معينة : جاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام : لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإن الجنون والجذام والخبل يُسرع إليها وإلى ولدها .
ثم قال : يا علي ، لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنّه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول.. (2)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، وعليك بالجماع ليلة الاثنين ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله ، راضياً بما قسم الله عزَّوجلَّ لـه.
____________
1) من وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام | مكارم الأخلاق : 208 ـ 212الفصل العاشر : في آداب الزفاف والمباشرة.
2) مكارم الأخلاق : 209.
--------------------------------------------------------------------------------
( 69 )
ياعلي : « إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء ، فقضى بينكما ولد ، فإنّه يُرزق الشهادة.. » (1).
2 ـ تجنب الجماع في أماكن معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، لاتجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون جلاّداً، أو قتّالاً ، أو عريفاً » (2).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون منافقاً ، مرائياً ، مبتدعاً » (3).
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام : « لا تجامع في السفينة ، ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها (4).
3 ـ تجنب الجماع في أوضاع معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، لاتجامع امرأتك من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير ، وإن قضى بينكما ولد كان بوّالاً في الفراش ، كالحمير تبول في كل مكان » (5).
4 ـ تجنب الجماع في حالات معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من جامع امرأته وهي حائض فخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومنَّ إلاّ نفسه » (6).
____________
1) المصدر السابق : 211.
2) المصدر السابق : 210.
3) مكارم الأخلاق : 209 ـ 211.
4) المصدر السابق : 212.
5) المصدر السابق : 210.
6) مكارم الأخلاق : 212.
--------------------------------------------------------------------------------
( 70 )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : « يا علي ، لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون عوناً لكلِّ ظالم » (1).
5 ـ تجنب الكلام عند الجماع والنظر : فمن وصايا أمير المؤمنين عليه السلام : « إذا أراد أحدكم غشيان زوجته فليقلَّ الكلام ، فإنَّ الكلام عند ذلك يورث الخرس ، ولا ينظرنَّ أحدكم إلى باطن فرج المرأة فإنّه يورث البرص.. » (2).
وهكذا نجد أن السيرة المطهّرة لم تغفل عن بيان آداب الجماع والعواقب المترتبة على أوضاعه وحالاته وأوقاته ، التي تنعكس ـ سلباً أو إيجاباً ـ على الأولاد سواءً في صحتهم وسلامتهم أو مستقبلهم ومصيرهم.
الله يهديكم ان شاء الله الى طريق الصواب.
|